الأربعاء 1447/03/18هـ (10-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » العراق » مرئي » المعالم التاريخية » جامع الآصفية.. تراث عثماني على ضفاف دجلة ببغداد

جامع الآصفية.. تراث عثماني على ضفاف دجلة ببغداد

أسس جامع الآصفية في بغداد عام 1596م خلال العهد العثماني، ليكون مركزًا دينيًا وتعليميًا على ضفاف نهر دجلة، وبرز الجامع كموقع محوري في رصافة بغداد، حيث شكل حلقة وصل بين المؤسسات التعليمية والدينية، كما ساهم في تعزيز الهوية الثقافية للعاصمة خلال الحقبة العثمانية، واستمر في لعب دور ديني وتعليمي هام عبر القرون.

جدد الوزير داود باشا الجامع عام 1826م، مضيفًا تحسينات معمارية عززت من مكانته التاريخية، وشملت التعديلات إعادة بناء القبة وتجميل الساحات والمداخل، مما أتاح للجامع أن يعكس روعة العمارة العثمانية الأصيلة، ويحتفظ بتفاصيل زخرفية دقيقة، كما أضفت أعمال الترميم السابقة طابعًا متوازنًا بين الجمال الفني والوظيفة الدينية، ما جعل الموقع مقصدًا للباحثين والزوار.

يضم جامع الآصفية مسجدًا ومدرسة، بالإضافة إلى ضريح صغير يُعتقد أنه للعالم الإسلامي الكليني، ويشكل الضريح عنصر جذب مهم للزوار المهتمين بالتاريخ الديني والشخصيات الإسلامية، وتكتمل قيمة الموقع ضمن المشهد الحضري لرصافة بغداد، حيث يقع الجامع قرب المدرسة المستنصرية والقصر العباسي، ما يعكس امتداد الإرث الثقافي والمعماري في المنطقة، ويبرز أهمية الجامع ضمن شبكة المواقع التعليمية والدينية.

جامع الآصفية - بغداد : r/Iraq

أدرجت اليونسكو الجامع في قائمتها الإرشادية المؤقتة كجزء من تراث نهر دجلة، تقديرًا لأهميته الثقافية والتاريخية، وتعمل السلطات العراقية على تسجيله رسميًا ضمن قائمة التراث العالمي لتعزيز مكانته الدولية، كما تسعى الجهود الحالية لتطوير الموقع سياحيًا، وتحفيز الاهتمام الدولي، مع التركيز على صيانته وحمايته من التدهور الطبيعي ونقص التمويل، الذي يهدد المباني الأثرية والديكور الداخلي.

يتميز جامع الآصفية بساحاته القديمة التي كانت تضم مبانٍ حكومية، ويعكس التنظيم الإداري العثماني في تخطيطه، كما تظهر العمارة الإسلامية تنوعًا في الزخارف والتفاصيل الفنية، التي تجمع بين الأصالة والإبداع، وتؤكد الدراسات على أن الجامع احتفظ بأهمية دينية وثقافية باعتباره مركزًا للتعليم الإسلامي في العصر العثماني، ويعد موقعه على ضفاف دجلة جزءًا من المشهد التراثي الذي يميز رصافة بغداد.

تشير التقارير إلى أن الموقع يحتاج إلى دعم دولي لتعزيز جهود الترميم والحفاظ على المباني الأثرية ومنع تدهورها المتسارع، ويطالب المختصون بتوثيق تاريخ الجامع وإبراز قيمته للأجيال القادمة، ويظل جامع الآصفية شاهدًا حيًا على عظمة بغداد كمركز للثقافة والعلم في التاريخ الإسلامي، كما يمثل محطة مهمة لفهم تطور العمارة والتعليم الديني خلال العهد العثماني، ويجسد الروابط بين الفن والمعرفة والسياسة في بغداد التاريخية.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار