بدأت مدينة واسط رحلتها التاريخية عام 702 م، عندما أسسها الحجاج بن يوسف الثقفي، لتكون مركزًا إداريًا بارزًا، في قلب العراق.
تقع المدينة غرب نهر دجلة، في محافظة واسط، وكانت حلقة وصل تجارية، بين الكوفة والبصرة، وشهدت واسط ازدهارًا كبيرًا في العصر الأموي، حيث أصبحت مركزًا ثقافيًا وسياسيًا، يعكس عظمة الحضارة الإسلامية.
تضم المدينة آثارًا مهمة، تشمل مسجدًا كبيرًا وقصرًا وأسوارًا، تروي قصص العصور الإسلامية المبكرة، وتدهورت أوضاع واسط تدريجيًا بعد القرن العاشر الهجري، بسبب تغيير مجرى نهر دجلة، مما أدى إلى هجرها.
أدرجت المدينة في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، تحت اسمها الرسمي “واسط”، كخطوة نحو الاعتراف العالمي، وتسعى دائرة آثار محافظة واسط جاهدة، لإدراج المدينة ضمن قائمة التراث العالمي، وفقًا لتقارير صحفية.
أجريت أعمال ترميم محدودة للمسجد الكبير، وأجزاء من دار الإمارة والمئذنة، لحفظ التراث المعماري، ويعكس المسجد الكبير تصميمًا معماريًا فريدًا، يبرز الإبداع الهندسي، الذي ميز العمارة الإسلامية المبكرة.
تشمل بقايا المدينة أبراجًا دفاعية ومناطق سكنية، تعكس حياة السكان، في تلك الحقبة التاريخية، وتواجه جهود الترميم تحديات كبيرة، بسبب نقص التمويل، وضرورة الحفاظ على الأصالة التاريخية.
يؤكد خبراء الآثار على أهمية واسط، كشاهد على تطور العمارة الإسلامية، والتنظيم الإداري في العصر الأموي، كما تساهم الجهود العراقية في تسليط الضوء على المدينة، بهدف جذب الاهتمام الدولي، ودعم السياحة الثقافية.
يبرز موقع واسط الاستراتيجي، قرب نهر دجلة، كعامل جذب للباحثين، ومحبي التاريخ الإسلامي، كما تحتاج المدينة إلى خطط ترميم شاملة، لضمان الحفاظ على معالمها، وإبراز قيمتها التاريخية.
ويطالب سكان محافظة واسط بتكثيف الجهود، لإنقاذ المدينة من التدهور، وتعزيز مكانتها كوجهة تراثية، وتستمر السلطات العراقية في التنسيق مع اليونسكو، لإتمام إجراءات الإدراج، في قائمة التراث العالمي.
يعول العراق على واسط كجزء من هويته الثقافية، لتعزيز مكانته السياحية، في المنطقة والعالم، تظل واسط رمزًا للإرث الإسلامي، يحمل قصصًا تاريخية، تنتظر اكتشاف المزيد من أسرارها.
المصدر: جريدة البيان