الجمعة 1447/02/28هـ (22-08-2025م)

عبد الرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي: التوثيق والتوعية حصن التراث من النسيان

شدد عبد الرحمن البسيوني، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي، على أن أكبر تهديد يواجه تراث الأمة ليس فقط الإهمال أو التدمير، وإنما النسيان، مؤكدا أن فقدان الذاكرة الجمعية للشعوب يشكل الخطر الأشد على هذا الإرث الغني والمتنوع، وأوضح أن غياب التوثيق والوعي الكافي قد يقود إلى تلاشي كثير من الموروثات الثقافية والحرفية والفنية التي تمثل الهوية الحقيقية للمجتمع العربي.

وأشار البسيوني إلى أن التراث العربي، بمكوناته المادية واللامادية، يعد مرآة الحضارة التي عاشتها الأجيال السابقة، وهو الرابط الأصيل الذي يصل الماضي بالحاضر، لافتا إلى أن النسيان يجعل هذا الرابط هشًا، ويهدد بفقدان عناصر مهمة من الذاكرة التاريخية.

وأضاف أن الحفاظ على التراث لا يمكن أن يتحقق من خلال النوايا الطيبة وحدها، بل يتطلب وضع خطط عملية ومشروعات استراتيجية للتوثيق والتوعية المستمرة.

وأكد الأمين العام للاتحاد أن التوثيق يشكل المرحلة الأولى لحماية التراث، إذ يضمن حفظ التفاصيل الدقيقة للممارسات والعادات والفنون، مشددا على أهمية الاعتماد على تقنيات حديثة في الرقمنة والأرشفة، بحيث تبقى المواد متاحة للأجيال المقبلة، ومصونة من عوامل التلف أو الإهمال.

وأشار إلى أن المبادرات الفردية على أهميتها، لا تكفي لمواجهة حجم التحديات، بل يجب أن تكون هناك جهود مؤسسية تعاونية على مستوى الوطن العربي بأكمله.

كما لفت البسيوني إلى أن الوعي المجتمعي يمثل الدرع الثاني لحماية التراث، مبينا أن إشراك الشباب في أنشطة التراث وإدماجه في المناهج الدراسية والبرامج الإعلامية يعزز من ارتباط الأجيال الجديدة به، ويجعلهم أكثر إدراكًا لقيمته الحضارية.

وأضاف أن حملات التوعية لا بد أن تكون مبتكرة ومتنوعة، بحيث تصل إلى مختلف الفئات، وتعرض التراث بروح عصرية تجذب المهتمين والباحثين والجمهور العام على حد سواء.

وأوضح أن الإعلام التراثي له دور مركزي في هذه المهمة، من خلال نقل التجارب، وتسليط الضوء على المبدعين، وإحياء الحكايات التي ترتبط بالذاكرة الشعبية، مؤكدا أن الإعلام حين يضع التراث في دائرة الاهتمام العام، فإنه يحوله من مجرد موروث إلى قضية حياة يومية يشعر بها الناس ويفتخرون بها.

وختم البسيوني تصريحه بالتأكيد على أن التحدي الأكبر ليس فقط في مواجهة عوامل التآكل المادي للتراث، وإنما في التغلب على النسيان الذي يضعف صلته بالمجتمع، داعيًا إلى تكاتف الجميع لإطلاق مشروعات متكاملة للتوثيق والتوعية، بما يضمن استمرارية هذا الإرث العظيم كجزء أصيل من هوية الأمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار