ينبع النخل تقع في محافظة ينبع بمنطقة المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وتعود أصولها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، تمثل المنطقة محطة مهمة على طريق القوافل بين مكة والشام، وكانت مركزًا تجاريًا رئيسيًا في العصور القديمة.
تضم ينبع النخل سوق السويق التاريخي، الذي يقام فيه مزاد للعسل الطبيعي كل يوم ثلاثاء، وهو مكان يحظى بأهمية تراثية وسياحية، وتتوزع في المنطقة العديد من العيون المائية، التي يُعتقد أن هندستها كانت صعبة البناء، إذ يُروى أن الجن ساعدوا في إنشائها نظراً لضيق ممرات المياه.
تحافظ ينبع النخل على القرى القديمة التي تحمل الطابع المعماري والتاريخي القديم، ما يجعلها نموذجًا حيًا لتراث المنطقة، تشتهر المنطقة بزراعة النخيل والمحاصيل الزراعية المتنوعة التي تعتمد عليها سكانها في معيشتهم.
ينبع النخل تستضيف مهرجانًا تراثيًا سنويًا في سوق السويق، يعرض خلاله الحرف اليدوية، والأكلات الشعبية، والألعاب التقليدية التي تعكس حياة السكان القديمة، كما تمارس فيها عادة التسنيدة، التي كانت تمثل تواصلًا اجتماعيًا بين أهالي ينبع النخل وينبع البحر في الماضي.
أهمية ينبع النخل تتجلى في موقعها الاستراتيجي على طرق التجارة القديمة، إضافة إلى كونها مركزًا تجاريًا وثقافيًا، حيث تجمع بين التاريخ والتراث الحي، الموقع يستقطب الزوار الباحثين عن التعرف على ماضي المنطقة والثقافة المحلية.
تعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على الحفاظ على مواقع ينبع النخل، وترميمها لضمان بقاء التراث محفوظًا للأجيال القادمة، ويحافظ سكان المنطقة على تراثهم عبر التقاليد والعادات، ويدعمون جهود حماية تاريخهم المادي واللامادي.
ينبع النخل تمثل نموذجًا متكاملاً للتراث الحضاري والتجاري في غرب الجزيرة العربية، وتبرز كوجهة سياحية وثقافية تتيح للزائرين فرصة استكشاف تاريخ عريق ومعايشة التراث الأصيل.
المصدر: ويكيبيديا