السبت 1447/02/22هـ (16-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » السودان » مرئي » المعالم التاريخية » محمية الردوم السودانية.. مصدر تراثي غني للدراسات العلمية حول النظم البيئية الإفريقية

محمية الردوم السودانية.. مصدر تراثي غني للدراسات العلمية حول النظم البيئية الإفريقية

تعد محمية الردوم الطبيعية الواقعة في أقصى جنوب غرب السودان إحدى أبرز المناطق البيئية في البلاد، إذ تقع في ولاية جنوب دارفور بمحاذاة الحدود مع جمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وتمتاز بتنوعها البيئي الفريد الذي يجمع بين أحراش وأعشاب السافانا وتواجد بعض الغابات.

محمية الردوم الطبيعية – مجلة السودان | Sudan Journal

كما تحتضن المحمية أنواعاً متعددة من الحيوانات البرية مثل الغزلان والقرود والخنازير البرية والنعام والسلاحف والضباع والأسود والنمور، إلى جانب أعداد كبيرة من الطيور المستوطنة والمهاجرة، وقد تم إدراجها في شبكة اليونسكو العالمية لمحميات المحيط الحيوي عام 1979، كما أدرجت عام 2021 في القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي لليونسكو في السودان.

تكتسب المحمية أهميتها من كونها إحدى أكبر مناطق التنوع البيولوجي في المنطقة، حيث تضم أنواعا نادرة من الكائنات الحية والنباتات، وتعد مصدراً غنياً للدراسات العلمية حول النظم البيئية الإفريقية، كما تمثل أحد الموارد الطبيعية التي يمكن أن تدعم السياحة البيئية في السودان، إذ توفر بيئة جاذبة للباحثين ومحبي الطبيعة والمصورين، وهو ما يسهم في رفع الوعي المجتمعي بقيمة الحفاظ على البيئة ويعزز من فرص التنمية المستدامة في محيطها.

تواجه المحمية في السنوات الأخيرة مجموعة من التهديدات التي تهدد توازنها البيئي، إذ تسبب الصيد الجائر في تناقص أعداد بعض الأنواع الحيوانية، بينما أدت أنشطة التعدين غير المنظمة إلى تدهور الغطاء النباتي وفقدان بعض المواطن الطبيعية للحيوانات، كما أسهم الرعي الجائر في إضعاف المراعي وتراجع الإنتاج النباتي، وأثرت بعض الأنشطة العسكرية على المساحات الخضراء داخل المحمية، بالإضافة إلى الضغط المتزايد الناتج عن تدفق اللاجئين من دول الجوار وما يترتب عليه من استغلال غير منظم للموارد الطبيعية.

محميات السودان الطبيعية: مشهد لا نراه من البلاد المهدورة دائمًا | جبراكة نيوز

تزايدت في الآونة الأخيرة الدعوات المحلية والدولية لتعزيز حماية محمية الردوم، حيث طالب مختصون بضرورة وضع خطط عاجلة لوقف الأنشطة المهددة لتوازنها البيئي، إلى جانب تكثيف المراقبة والرقابة على حدودها لمنع الصيد غير المشروع أو الدخول غير القانوني.

كما أكد ناشطون في مجال البيئة على أهمية إشراك المجتمعات المحلية في برامج التوعية البيئية وتمكينها من الاستفادة الاقتصادية المستدامة من موارد المحمية، مع توفير بدائل اقتصادية تقلل من الاعتماد على الأنشطة الضارة بالبيئة، في وقت يرى فيه خبراء أن التدخل السريع بات ضرورياً لحماية هذا الإرث الطبيعي النادر من مزيد من التدهور.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار