الأثنين 1447/04/07هـ (29-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الكويت » مرئي » المعالم التاريخية » جزيرة فيلكا بالكويت إرث حضاري وتاريخي في قلب الخليج

جزيرة فيلكا بالكويت إرث حضاري وتاريخي في قلب الخليج

جزيرة فيلكا الكويتية تعد من أبرز المواقع التراثية في الخليج العربي، إذ كانت محطة تجارية مهمة على الطريق البحري الذي ربط حضارات بلاد ما بين النهرين بمناطق الخليج، وقد تأثرت بالحضارة السومرية، وهو ما يظهر في التشابه الكبير بين معالمها الأثرية وتلك الموجودة في بلاد الرافدين، كما أدرجت في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو تحت الاسم الرسمي “منطقتي سعد وسعيد في جزيرة فيلكا”.

جزيرة فيلكا | Archiqoo

تتمتع الجزيرة بتاريخ طويل، فقد سكنتها حضارات متعددة عبر العصور، من السومريين إلى الإغريق، وكانت مركزًا تجاريًا وحلقة وصل بين الموانئ، كما تضم مواقع أثرية بارزة تعكس تنوع الفترات الزمنية التي مرت عليها، ما يجعلها وجهة ثقافية وسياحية فريدة في المنطقة.

من أبرز معالمها المعابد الإغريقية التي تعود إلى العصر الهلنستي، وتعد من أهم الشواهد على الحضور الإغريقي في الخليج، إضافة إلى القلعة الإسلامية التي تعود للعصور الوسطى، والتي كانت حصنًا دفاعيًا ومركزًا إداريًا، كما يوجد تل سعيد الذي يحتوي على بقايا مستوطنات ومبانٍ من فترات مختلفة.

بيت الضيافة في الجزيرة يقدم لمحة عن طبيعة الحياة في فترات تاريخية سابقة، فيما يشكل معبد أرتميس شاهدًا على الزخارف والفنون الإغريقية، وتحتضن الجزيرة أيضًا فندق قرية فيلكا التراثية في منطقة الزور، الذي يجمع بين الطابع السياحي والحفاظ على الموروث المحلي.

ارتبطت الجزيرة بالإسكندر الأكبر، حيث تشير شواهد أثرية إلى أنه اتخذ منها مقرًا لقواته، كما لعبت دورًا محوريًا في حضارة دلمون، وكانت ميناءً مهمًا للتبادل التجاري مع بلاد ما بين النهرين، وهو ما جعلها نقطة استراتيجية في تاريخ المنطقة.

كونا : فيلكا..جزيرة كويتية تنبض بالتاريخ وتمازج العصور سكنها الإسكندر واحتضنت حضارة دلمون والإغريق - الثقافة والفنون والآداب - 16/02/2024

خلال الغزو العراقي للكويت عام 1991 تعرضت الجزيرة لتدمير واسع، وتم إجلاء سكانها وتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة، وبعد التحرير فُتحت أمام الزوار، وتم تعويض الأهالي عن منازلهم، إلا أن آثار الحرب بقيت ماثلة في الذاكرة والواقع.

رغم أن أهل فيلكا توزعوا في مناطق مختلفة داخل الكويت، فإن ارتباطهم بجزيرتهم لا يزال حاضرًا، ويتجسد في الأحاديث واللقاءات والمناسبات، كما يحرصون على مشاركة الصور والذكريات عبر منصات التواصل الاجتماعي، في محاولة للحفاظ على إرثهم الجماعي وروابطهم الممتدة.

تبقى جزيرة فيلكا شاهدًا على تعاقب الحضارات في الخليج العربي، وموقعًا غنيًا بالآثار والقصص التي توثق مراحل تاريخية متباينة، ما يجعل الحفاظ عليها واجبًا ثقافيًا وسياحيًا لضمان استمرار حضورها في ذاكرة الأجيال القادمة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار