تُشكل بحيرة آبي، الواقعة على الحدود بين إثيوبيا وجيبوتي، ظاهرة طبيعية فريدة، حيث تُعد البحيرة المالحة الأخيرة في سلسلة من ست بحيرات متصلة تشكل الوجهة النهائية لنهر أواش.
وتُعكس أهمية البحيرة في النظام البيئي للمنطقة، إذ تُعد نقطة تجمع للمياه المالحة التي تنتقل عبر هذه السلسلة المتصلة، مما يمنحها مكانة خاصة بين البحيرات الإقليمية.
تحتوي بحيرة آبي على عدة ينابيع مياه عذبة ساخنة تخرج من أعماقها، وكانت هذه الينابيع تقع في قاع البحيرة سابقاً لكنها اليوم مكشوفة في الهواء الطلق، وترتفع بين ثلاثين وخمسين متراً، مما يشكل مناظر طبيعية استثنائية تلفت أنظار الزوار والباحثين على حد سواء، وتوفر هذه الينابيع موطنًا حيويًا للعديد من الكائنات الحية، وتبرز كأحد العناصر الطبيعية التي تميز البحيرة عن غيرها.
تعتبر بحيرة آبي ملاذًا لآلاف الطيور، حيث تستضيف أنواعاً متعددة من الطيور المائية، وأبرزها طيور النحام الكبير والصغير التي تتجمع بأعداد كبيرة، ما يجعل الموقع هامًا للعلماء وعشاق الطيور، ويعزز مكانتها كموئل حيوي يحتاج إلى الحفاظ عليه ضمن برامج حماية البيئة المحلية والدولية.
تم ترشيح بحيرة آبي عام 2015 لإدراجها في القائمة الإرشادية لليونسكو كأحد المواقع الطبيعية ذات الأهمية البيئية والثقافية في جيبوتي، وهو ما يعكس الجهود الرامية إلى تسليط الضوء على قيمة هذا الموقع في السياق العالمي، مع دعم المبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي في المنطقة.
تُعد بحيرة آبي نموذجًا للحفاظ على التراث الطبيعي في منطقة القرن الأفريقي، وتمثل نقطة اتصال بين الطبيعة والتاريخ الجيولوجي والبيئي، وتفتح فرصًا للبحث العلمي والسياحة البيئية، مما يعزز مكانة هذه المنطقة على خارطة السياحة البيئية العالمية.