أطلقت جمعية السدو الكويتية بالتعاون مع التوجيه العام للتربية الفنية بوزارة التربية برنامجًا تدريبيًا يهدف إلى إعادة إحياء حرفة السدو التقليدية داخل البيئة التعليمية، حيث تم إعداد البرنامج لتدريب معلمي الفنون على تقنيات النسيج، وتمكينهم من نقل هذه المهارات إلى الطلبة، بما يضمن استمرار هذا التراث الحرفي في أوساط الأجيال الجديدة.
استهدف البرنامج إشراك المعلمين في ورش عمل تطبيقية، وتزويدهم بخبرات عملية في تنفيذ نماذج من نسيج السدو باستخدام أدوات وتقنيات تتناسب مع البيئة المدرسية، وقد صممت هذه الورش لتكون مدخلًا إلى عالم النسيج من منظور تعليمي، يساعد على المزج بين الجانب المهني والإبداعي، ويربط التلميذ بتراث مجتمعه بأسلوب تطبيقي مباشر.
شهد البرنامج منذ انطلاقه تفاعلًا كبيرًا من معلمي الفنون، حيث أبدى كثير منهم مهارات يدوية دقيقة، واستطاعوا توظيف التقنيات المكتسبة لإنتاج نماذج مبتكرة تحاكي روح السدو التقليدي، وتم عرض عدد من هذه الأعمال ضمن فعاليات محلية، ما عزز ثقة المعلمين والمتعلمين بقيمة هذا النوع من الفن التراثي.
أثبت البرنامج جدواه التربوية من خلال إقبال الطلاب على المشاركة، إذ أبدى عدد كبير منهم حماسة في تجربة النسيج، وأظهروا مستويات من الإبداع تجاوزت المتوقع، كما ساهمت هذه التجربة في ترسيخ قيم الانتماء والهوية، حيث لمس الطلبة العلاقة المباشرة بين ماضي أجدادهم ومهاراتهم اليومية داخل الفصول الدراسية.
اعتمد البرنامج على ربط الحرفة بالمنهج المدرسي بأسلوب غير تقليدي، وتم تشجيع المعلمين على ابتكار أنشطة تعليمية تُبسط مفاهيم النسيج وتُحفز الخيال، كما تم دعمهم بمواد بصرية ووسائل تعليمية تعزز الفهم وتوفر بيئة عمل مشابهة لتجربة الحرفيين التقليديين، ما ساعد في تحويل الدروس إلى تجربة تعليمية حية ومستمرة.
أُدرج برنامج السدو التعليمي في عام 2022 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، تقديرًا لجهوده في الحفاظ على التراث الحرفي من خلال التعليم، إذ عُدّ نموذجًا يُحتذى في دمج الثقافة التقليدية داخل المدارس، وتحويل الفنون الشعبية إلى أدوات تربوية فاعلة تضمن استمراريتها بين الأجيال.
المصدر: اليونسكو