أدرجت منظمة اليونسكو محمية عروق بني معارض في قائمة التراث العالمي عام 2023 ، لتصبح بذلك أول موقع طبيعي سعودي يحصل على هذا التصنيف الدولي ، وتُعد المحمية من أبرز المناطق البيئية في المملكة بفضل تنوعها الجغرافي واحتوائها على أنظمة بيئية نادرة تمتد عبر الطرف الغربي من صحراء الربع الخالي.
امتدّت المحمية عبر تضاريس متنوعة تجمع بين الكثبان الرملية المرتفعة والهضاب الجيرية والتكوينات الصحراوية المتعددة ، ما منحها طابعًا طبيعيًا فريدًا ومناخًا بيئيًا خاصًا ساعد في احتضان العديد من الكائنات الحية النادرة التي لا تعيش إلا في هذا النطاق الجغرافي المحدد.
وفّرت المحمية ملاذًا طبيعيًا لأنواع من الحيوانات والنباتات التي باتت مهددة بالانقراض ، من بينها المها العربي وغزال الريم ، كما تضم طيورًا وزواحف ونباتات صحراوية تأقلمت مع البيئة القاسية ، مما يجعلها نموذجًا حيًا لدراسة التنوّع البيولوجي في البيئات الجافة.
احتفظت عروق بني معارض بتركيبة بيئية متوازنة رغم قسوة المناخ ، حيث تنتشر الكثبان الرملية المتحركة والسهول الحصوية والمسطحات الجيرية ، ويظهر التنوّع الحيوي في تكامل واضح بين الكائنات التي تعتمد على موائل خاصة للبقاء والتكاثر في بيئة شبه معزولة.
شكّلت المحمية مساحة غنية لتأريخ الوجود البشري في المنطقة ، حيث تدل الدلائل الأثرية على استخدام الإنسان لهذه الأراضي في فترات سابقة كممرات تنقل وموارد مياه ونقاط استيطان مؤقت ، كما ما زالت بعض القبائل تحتفظ بصلات ثقافية وروحية بهذه الأرض.
أصبحت المحمية جزءًا من السياسات البيئية الوطنية الرامية إلى الحفاظ على التراث الطبيعي والتنوّع الحيوي في المملكة ، وتُنفذ فيها برامج مراقبة علمية ومبادرات توعية بيئية تُعزز من قيمة المحمية وتُشجع الزوار على احترام أنظمتها البيئية الفريدة.
ساهم تصنيف المحمية ضمن مواقع التراث العالمي في رفع الوعي العالمي بأهمية حماية البيئات الطبيعية النادرة في شبه الجزيرة العربية ، كما مثّل حافزًا لدعم الجهود البحثية والتخطيط البيئي المستدام الذي يعكس توازنًا بين الإنسان والطبيعة في المناطق الصحراوية.
المصدر: اليونسكو