خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: إدراج مواقعنا في لائحة اليونسكو ليس هدفاً رمزياً

أكد خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي أن إدراج المواقع التراثية العربية ضمن لائحة التراث العالمي في اليونسكو لا يُعد هدفاً رمزياً بحد ذاته ، وإنما يمثل خطوة استراتيجية ضمن رؤية أشمل تهدف إلى خلق آليات حماية حقيقية وإدارة مجتمعية مستدامة لهذا التراث ، مشيراً إلى أن عملية التسجيل ليست نهاية الطريق بل بدايته.

وشدد خليل على أن الحفاظ على التراث لا يتحقق بمجرد الاعتراف الدولي به ، بل يتطلب عملاً داخلياً متواصلاً في التخطيط والإدارة والتوعية المجتمعية ، موضحاً أن إدراج المواقع يفتح أبواب الدعم الفني والمالي والتدريب ، لكنه في الوقت نفسه يضع على الدول مسؤولية تقديم ملفات محدثة وخطط حماية متكاملة ومتابعة دورية لمؤشرات سلامة الموقع واستدامته البيئية والاجتماعية.

ودعا خليل إلى تغيير نظرة بعض المؤسسات العربية التي تتعامل مع اليونسكو باعتبارها جهة للتكريم المعنوي فقط ، مؤكداً أن الهدف من التسجيل يجب أن يرتكز على دمج المجتمع المحلي في منظومة الإدارة ، وتطوير أدوات الحوكمة الثقافية والتوثيق العلمي ، وربط التراث بالاقتصاد الإبداعي والسياحة الثقافية دون أن يفقد خصوصيته أو يتحول إلى منتج تجاري مبتذل.

وأضاف أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يعمل بالتعاون مع شركائه في العالم العربي على رصد المواقع المؤهلة للترشيح وفق معايير دقيقة تشمل القيمة العالمية المتميزة ، والقدرة على الصون والحماية ، ومدى تفاعل المجتمع المحلي مع تراثه ، مشيراً إلى أن الاتحاد يقدم دورات تدريبية للإعلاميين والباحثين للمساهمة في رفع الوعي بالتراث وإبراز الأبعاد التنموية المرتبطة به.

وأوضح أن التحديات التي تواجه التراث العربي تتجاوز مسألة الإهمال أو النقص في التمويل ، لتصل إلى ضعف التشريعات وغياب قواعد البيانات المحدثة وغياب المشاركة الشعبية في أغلب برامج الحماية ، مضيفاً أن العمل الإعلامي الواعي القائم على المعرفة والدقة يمكن أن يكون أحد أدوات التغيير في هذا المسار.

واختتم خليل حديثه بالتأكيد على أن التراث لا يُصان بالشعارات أو المناسبات ، بل بتكامل الجهود بين الدولة والمجتمع والخبراء والمؤسسات الدولية ، وبوجود رؤية وطنية واضحة ترى في كل موقع تراثي قيمة إنسانية تستحق الحماية والمشاركة ، لا مجرد أثر صامت أو لوحة فنية.