تُعد المدينة العتيقة بتونس من أقدم المدن الإسلامية في المغرب العربي، حيث تميزت عبر القرون بعمارتها التقليدية وتخطيطها الحضري الفريد الذي يجمع بين الطابع الديني والمعماري والأسواق القديمة، وشكّلت مركزاً حضرياً وثقافياً منذ تأسيسها في العهد الإسلامي الأول، وظلت حتى اليوم شاهدة على امتداد قرون من التحولات الدينية والسياسية والاجتماعية.
احتضنت المدينة العتيقة عدداً من المعالم التاريخية البارزة التي جسدت مكانتها في التاريخ الإسلامي، ويُعد الجامع الأعظم من أبرز هذه المعالم، حيث بُني في القرن الثامن الميلادي، ويمثل أحد أقدم الجوامع في شمال إفريقيا، ويتميز بتصميمه المعماري الأصيل ومئذنته العالية وساحته الفسيحة التي بقيت مقصداً للعلماء والمصلين عبر العصور.
وشكّل الرباط أحد المعالم الدفاعية المهمة، إذ كانت هذه المنشأة حصناً يطل على المدينة ويوفر الحماية للبوابات والمسالك الرئيسية، فيما جاءت القصبة كمنطقة استراتيجية جمعت بين الوظائف العسكرية والإدارية، وتضمنت في مراحل لاحقة مقر الحكم ومرافق مرتبطة بالأمن والحراسة والسلطة.
وتنتشر في أزقة المدينة القديمة الأسواق التقليدية التي حافظت على طابعها حتى اليوم، مثل سوق العطارين وسوق البلاغجية، إلى جانب الدور والبيوت ذات الأبواب الخشبية المزخرفة والنوافذ المطلة على أزقة ضيقة، مما يجعل من المدينة العتيقة نموذجاً متكاملاً للمدن الإسلامية التاريخية، ومعلماً حياً لحضارة عمرها أكثر من ألف عام.
المصدر: ويكيبيديا