الأحد 1447/02/09هـ (03-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » المعالم التاريخية » القهوة السعودية رمز وطني يعزز الهوية الثقافية بالمملكة

القهوة السعودية رمز وطني يعزز الهوية الثقافية بالمملكة

سجلت السعودية في عام 1437هـ الموافق 2015م عنصر القهوة العربية ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، وذلك بالشراكة مع كل من الإمارات وقطر وسلطنة عمان، بهدف الحفاظ على هذا المكون التراثي الذي يشكل ركنًا أساسيًا في ممارسات الضيافة والكرم في المجتمعات الخليجية، حيث ترتبط القهوة في الوجدان الشعبي بالترحيب والاحتفاء بالضيوف، كما تُعد جزءًا لا يتجزأ من الطقوس الاجتماعية في الأفراح والمناسبات العامة والخاصة.

واعترافًا بأهمية هذا الموروث الثقافي، أقرت وزارة الثقافة السعودية عام 2022م اعتماد تسمية “القهوة السعودية” بدلًا من “القهوة العربية” في سياق إبراز الهوية المحلية وتعزيز الخصوصية الوطنية لهذا العنصر التراثي، وذلك ضمن إطار عام للقيمة الرمزية التي تحملها القهوة السعودية كمظهر من مظاهر الأصالة والانتماء، حيث تم إعلان عام 2022 عامًا للقهوة السعودية، وشهد ذلك إطلاق سلسلة من المبادرات الثقافية والمجتمعية التي تناولت طرق إعدادها وتقديمها ودلالاتها الثقافية.

وتُعد القهوة السعودية من أكثر العناصر التراثية حضورًا في الحياة اليومية، إذ لا تخلو مجالس السعوديين من دلة القهوة وفناجين الضيافة، كما تُقدم القهوة دائمًا مصحوبة بالتمر أو بعض المكسرات، وتُعد إشارتها من قبل المضيف إيذانًا بكرم الضيافة والاحترام.

وتتميز القهوة السعودية بتحضيرها من حبوب البن المحمصة تحميصًا خفيفًا، وغالبًا ما تُضاف إليها الهيل والقرنفل والزعفران، مما يمنحها نكهة مميزة تختلف عن باقي أنواع القهوة في العالم العربي والعالمي.

ويُعد تسجيل هذا العنصر ضمن قائمة التراث العالمي خطوة استراتيجية ضمن الجهود التي تبذلها السعودية للحفاظ على تراثها غير المادي، وربطه بالهوية الوطنية وتنميته ونقله إلى الأجيال القادمة، كما يعكس هذا الاهتمام التزام المملكة بتوثيق وصون مكوناتها الثقافية المتنوعة وتقديمها للعالم بوصفها جزءًا من ثروتها الحضارية.

وتسهم هذه المبادرات في ترسيخ مكانة القهوة السعودية بوصفها جزءًا من الرواية الوطنية الشاملة التي تسعى إلى تعزيز الشعور بالانتماء والفخر بالموروث، في وقت تتسارع فيه مظاهر العولمة والتغير الثقافي، ما يجعل الحفاظ على هذا العنصر التراثي أولوية ثقافية وتنموية على حد سواء.

المصدر: saudipedia

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار