أُدرجت العرضة النجدية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في عام 1437هـ/2015م، بعد أن أصبحت تمثل أحد أكثر الفنون الشعبية حضوراً في المملكة، حيث تُؤدى في الاحتفالات الرسمية والمناسبات الاجتماعية الكبرى، وخصوصاً في الأعياد والمناسبات الوطنية، باعتبارها رمزاً ثقافياً يعكس وحدة الصف والانتماء التاريخي والهوية السعودية الموحدة.
انطلقت العرضة بوصفها رقصة جماعية يؤديها الرجال وقوفاً في صفوف متقابلة يحملون السيوف ويلوحون بها بطريقة متناسقة على إيقاع الطبول والأهازيج الشعرية، حيث يصدح الشاعر بأبيات الفخر والحماسة، فيرد عليه المشاركون وهم يرفعون أصواتهم، وتتكرر هذه المشاهد في الاحتفالات الملكية والمهرجانات الوطنية، مما يجعلها واحدة من أكثر التعبيرات الفنية المرافقة لمشاعر الاعتزاز والانتماء.
تمثل العرضة النجدية جانباً من الموروث الحربي القديم الذي كان يُستخدم لرفع الروح المعنوية قبل المعارك، وقد تحولت مع مرور الوقت إلى أداء ثقافي يعكس الكبرياء الجماعي، ويؤكد على معاني الشجاعة والولاء، وارتبط أداؤها بالأعيان والفرسان، ثم انتقلت تدريجياً لتصبح جزءاً من ثقافة المجتمع بكافة فئاته، وتُشارك فيها الفرق الشعبية بزي تقليدي موحد يعكس روح التناغم والتاريخ المشترك.
تُولي المؤسسات الثقافية في المملكة أهمية كبيرة للحفاظ على هذا الفن، من خلال التدريب، والتعليم، والمشاركة في المحافل الدولية، إضافة إلى توثيقه في المعارض والمهرجانات، ويُشرف على تنظيم العروض فرق متخصصة تعمل على نقل المهارات من جيل إلى آخر، مما يعزز استمرارية العرضة كفن حي متجدد، وقادر على التعبير عن الموروث بأسلوب معاصر يحترم الأصل.
يحتل هذا الفن مكانة مركزية في الفعاليات الوطنية، ويظهر بشكل بارز في مناسبات مثل يوم التأسيس واليوم الوطني، كما يُشارك فيه كبار المسؤولين والقيادات، مما يضفي عليه طابعاً رسمياً وشعبياً في آن واحد، ويجعل حضوره متجاوزاً للحدود الجغرافية، ليُعرف بهوية المملكة في الخارج، سواء في المعارض الثقافية أو الفعاليات التراثية التي تُقام بمشاركة دولية.
المصدر: saudipedia
