الثلاثاء 1447/04/01هـ (23-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » قطر » مرئي » المعالم التاريخية » قلعة الثقب تسرد تفاصيل التحصين المائي في شمال غرب قطر

قلعة الثقب تسرد تفاصيل التحصين المائي في شمال غرب قطر

 

شهد شمال غرب دولة قطر قيام منشآت دفاعية لعبت أدواراً متعددة في فترات متعاقبة من التاريخ، وتأتي قلعة الثقب في مقدمتها بوصفها نموذجاً معمارياً يعكس أهمية المياه كمورد استراتيجي في المناطق الصحراوية، ويعيد تسليط الضوء على طرق تأمين هذا المورد خلال القرن التاسع عشر، حيث تشير نتائج التنقيبات إلى أن هذه القلعة شُيّدت لحماية بئر عميقة تقع بجوارها، في منطقة تبعد حوالي 10 كيلومترات عن مدينة الزبارة التاريخية.

تقع قلعة الثقب في موقع غير متاح حالياً للزيارة العامة، وقد خضعت لعملية ترميم خلال ثمانينيات القرن الماضي، الأمر الذي ساهم في الحفاظ على بنيتها الأساسية التي لا تزال قائمة حتى اليوم، وتُظهر تفاصيلها المعمارية أسلوب البناء التقليدي الذي كان سائداً في تلك الفترة، حيث تم تشييدها باستخدام كتل من الحجر الجيري وألواح صخور الشاطئ المسطحة المعروفة محلياً باسم “الفروش”، ما يعكس اندماج المعمار الدفاعي مع الموارد الطبيعية المتاحة في المنطقة.

تتميّز القلعة بهيكلها المستطيل الواضح، وتحيط بها أربعة أبراج ركنية، ثلاثة منها دائرية وواحد مستطيل، ما يشير إلى تنوع في التخطيط الهندسي يهدف إلى تعزيز الرؤية والمراقبة من مختلف الجهات، وقد استخدمت هذه القلعة في أوقات الأزمات كملاذ آمن للسكان القريبين منها، شأنها في ذلك شأن بقية الحصون المنتشرة في المناطق الصحراوية، التي شكّلت جزءاً من شبكة تحصينية واسعة لحماية السكان والموارد الحيوية.

تستمد القلعة اسمها من مصطلح محلي يشير إلى المياه التي تتجمع في قاع الوادي بعد الأمطار، وهو ما يعزز من الفرضية التي ترى في وجود البئر المجاورة سبباً رئيسياً لبنائها، كما تعكس هذه التسمية العلاقة الوثيقة بين عناصر البيئة والعمارة التقليدية في المنطقة، حيث كان تأمين المياه أولوية تتطلب حماية مسلحة دائمة، خاصة في فترات الاضطراب أو النزاعات القبلية.

رغم أن التاريخ الرسمي لبناء القلعة يُرجعها إلى القرن التاسع عشر، إلا أن بعض المؤشرات الأثرية في المنطقة المحيطة قد توحي بأنها قد تكون أقدم من ذلك، وهو ما يدفع الباحثين إلى الاستمرار في دراسة الموقع ضمن جهود أوسع لفهم تطور التحصينات القطرية عبر العصور، وتسليط الضوء على كيفية تكيّف المجتمعات المحلية مع تحديات البيئة الصحراوية وندرة الموارد.

المصدر: متاحف قطر

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار