عبد الرحمن بسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث يمكن أن يواكب العصر دون أن يتخلى عن روحه الأصيلة

أكد عبد الرحمن بسيوني، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي، أنّ الأزياء التقليدية العربية لم تفقد سحرها ولا حضورها، بل تعود اليوم إلى الواجهة بكل أناقتها، لتثبت أن جمال الماضي لا يذبل، وأن التراث يمكن أن يواكب العصر دون أن يتخلى عن روحه الأصيلة.
وقال بسيوني في تصريح خاص إنّ القفطان المغربي، الجلابية المصرية، الثوب الفلسطيني المطرز، العباءة الخليجية، وغيرها من رموز اللباس العربي، تشهد اليوم نهضة واضحة سواء في المناسبات الرسمية أو على منصات الموضة، لتصبح لغة تعبير بصرية تحمل معاني الانتماء والهوية والذوق الراقي في آن واحد.
وأوضح أن ما نشهده اليوم من إقبال الشباب والفنانين وحتى صناع الموضة على ارتداء الأزياء التقليدية وتطويرها بأساليب حديثة، يعكس تحولًا نوعيًا في الوعي الجمعي تجاه التراث، الذي لم يعد محصورًا في المتاحف أو الأرشيفات، بل عاد ليكون حيًا ومواكبًا ومتجددًا في تفاصيل الحياة اليومية.
وأضاف أن هذا التوجه لا يرتبط فقط بالحنين، بل يعكس فخرًا أصيلًا بالجذور الثقافية، وشغفًا بإبراز الهوية من خلال الألوان والتطريزات والقصات التي تميز كل منطقة عربية على حدة، مما يفتح المجال أمام الإبداع في التوليف بين القديم والجديد.
وأشار بسيوني إلى أنّ الاتحاد العربي للإعلام التراثي يثمّن هذه العودة الواعية للملابس التقليدية، ويعمل على دعمها عبر البرامج التوعوية والإعلامية، والتعاون مع المصممين والمصممات لإعادة إحياء أنماط الأزياء القديمة بأساليب تناسب الذوق الحديث، دون المساس بقيمتها التاريخية والجمالية.
ولفت إلى أن المناسبات الاجتماعية والدينية، كالأعراس والأعياد والمهرجانات، أصبحت ساحات عرض غير رسمية لهذا التراث المتجدّد، حيث يتباهى الناس بارتداء ملابس أجدادهم بإحساس من الأناقة والعراقة في آنٍ واحد، بل إنّ العديد من الشباب باتوا يفضلون هذه الملابس على الأزياء الغربية في المناسبات الخاصة، لما تحمله من رمزية وقيمة وخصوصية.
وشدد بسيوني على أن الحفاظ على تراث الملابس التقليدية لا يكون عبر إعادة إنتاجه فقط، بل أيضًا من خلال إدراجه في الإنتاج الإعلامي والدرامي والسينمائي، باعتباره عنصرًا بصريًا يعزز سردية الهوية ويغني المشهد الثقافي، كما دعا إلى ضرورة إدراج تعليم فنون الأزياء التراثية في المناهج الفنية، وتشجيع الحرفيين على الاستمرار في صناعتها بطرق أصيلة، تضمن استمرارية الحرفة وحفظ الذاكرة الجماعية من الاندثار.
وفي ختام تصريحه، عبّر بسيوني عن أمله في أن تستمر هذه الموجة من العودة إلى الأناقة الأصيلة، مشيرًا إلى أن ملابس الأجداد ليست فقط مجرد أقمشة وتطريزات، بل هي لغة ثقافية نابضة، تعبّر عن تاريخ الإنسان العربي، ووعيه الجمالي، وروحه المبدعة التي لا تموت مهما.