الأثنين 1447/01/12هـ (07-07-2025م)
التراث الثقافي غير الماديقطاعات التراث

إصدارات جديدة توثق التراث الشعبي العربي علميًا

شهد مؤتمر التراث الثاني الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث ضمن شعاره “التراث الشعبي بعيون الآخر” إطلاق مجموعة من الإصدارات الجديدة التي تسلط الضوء على صورة التراث العربي كما رآه الرحالة والمستشرقون.

وتشكل هذه الأعمال إضافة نوعية إلى المكتبة العربية في مجالات الدراسات المقارنة والتراثية، وتفتح آفاقًا معرفية أمام الباحثين المهتمين بالأدب الرحلي وتاريخ الاستشراق.

وأصدر المعهد خلال المؤتمر كتبًا متنوعة شملت “رحلة كرستجي إلى الخليج” و”مدائن التراث في العالم العربي” من تأليف الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس المعهد، و”تراث الإمارات في أدب الرحلات” من إعداد الدكتور مني بونعامة.

كما صدر عن المؤتمر كتاب “عنترة” لألفونسو دي لامارتين بترجمة الدكتور شاكر نوري، و”بلدان العالم العربي في لوحات المستشرقين” من تأليف الدكتور ربيع أحمد سيد، و”أنوار الشرق تسطع في مرآة الغرب” للدكتور أسامة لاذقاني، وتشترك هذه العناوين في معالجة التراث العربي من زوايا غربية ومقارنات ثقافية موسعة.

وشهدت قاعة التوقيع حضور عدد من الباحثين والمثقفين المشاركين في المؤتمر، حيث أبدى الحضور اهتمامًا كبيرًا بالموضوعات التي تطرقت إليها الإصدارات، وناقشوا مع المؤلفين الخلفيات البحثية التي قادت إلى إعداد تلك المؤلفات، وتبادلوا الأسئلة حول ما تعكسه الكتب من صور للثقافة الشعبية العربية كما تم تناولها في الأدبيات الغربية، في مشهد يعكس حيوية الحراك الثقافي وقدرته على جمع الباحثين حول قضايا ذات بعد حضاري مشترك.

وأكد الدكتور عبدالعزيز المسلم خلال حفل التوقيع أن هذه الإصدارات تمثل امتدادًا للجهود المستمرة في توثيق الثقافة الشعبية وتعزيز حضورها في الحقلين الأكاديمي والمعرفي، موضحًا أن النشر العلمي يعد أداة رئيسية في مشروع صون التراث وإبرازه برؤية حديثة.

وأشار إلى أن كل إصدار يمثل خلاصة تجربة بحثية شارك فيها مؤلفون مختصون في مجالات الرحلات، والاستشراق، والدراسات التراثية، وأن هذه الأعمال تسهم في تعميق الفهم المتبادل، وتبرز تنوع القراءات حول الثقافة العربية كما ظهرت في كتابات الآخرين، مع الالتزام بالمنهجية العلمية والدقة في العرض والتحليل.

وأضاف المسلم أن لحظة التوقيع تعني تكريمًا للمحتوى قبل اسم المؤلف، وهي تؤكد الإيمان العميق بأن الكتاب ما زال الوسيلة الأكثر فاعلية في الحفاظ على الهوية الثقافية، وتوثيق الذاكرة الجمعية، ومخاطبة الآخر بلغة العقل والمعرفة، مشددًا على أن النشر يمثل صلة وصل مستمرة بين التراث والواقع، ويعزز من قدرة الثقافة على التأثير خارج حدودها الجغرافية من خلال سرديات موضوعية تنقل صورة التراث العربي كما رآه الآخر ضمن سياقات تاريخية وثقافية متنوعة.

المصدر: موقع الشارقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى