الأثنين 1447/01/12هـ (07-07-2025م)
التراث المادي (الآثار)قطاعات التراث

مصر.. اكتشاف 3 مقابر جديدة تسلط الضوء على أسرار جبانة قبة الهوا (صور)

كشفت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة قبة الهوا بأسوان في مصر، خلال موسم الحفائر الحالي، عن ثلاثة مقابر صخرية تعود إلى عصر الدولة القديمة، في إضافة جديدة تثري المشهد الأثري في جنوب مصر، وتعمق الفهم حول طبيعة الحياة والدفن في فترات التحول التاريخي بين العصور.

وجاء هذا الكشف في إطار جهود وزارة السياحة والآثار المصرية المستمرة لاستكشاف خبايا المواقع الأثرية القديمة، والتي ظلت لقرون شاهدة على تطور الحضارات المصرية المتعاقبة.

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المؤشرات الأولية للدراسة الميدانية أظهرت إعادة استخدام بعض هذه المقابر في عصر الدولة الوسطى، ما يبرهن على استمرار الأهمية الرمزية والدينية لمنطقة قبة الهوا كموقع جنائزي رئيسي على ضفاف النيل بأسوان.

كما يشير إلى أن هذا الموقع شهد تواصلاً حضاريًا طويل الأمد، يعكسه تنوع الطبقات الزمنية التي تحتويها المقابر المكتشفة.

ولفت خالد إلى أن أحد أبرز ما يميز هذا الاكتشاف هو ارتباطه بفترة انتقالية حساسة في التاريخ المصري، بين نهاية الدولة القديمة وبداية عصر الانتقال الأول، وهي مرحلة اتسمت بتغيرات سياسية واقتصادية ألقت بظلالها على طقوس الدفن.

ورغم خلو بعض المقابر من النقوش، فإنها احتفظت بالتخطيط المعماري المعروف واحتوت على مكونات جنائزية تقليدية، مثل الأبواب الوهمية، وموائد القرابين، والتوابيت الخشبية، والهياكل العظمية، ما يعكس الالتزام بالطقوس رغم تراجع الموارد الاقتصادية.

وبحسب ما صرح به الأستاذ محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، فإن المقبرة الأولى المكتشفة تضم فناء خارجيًا يحتوي على بابين وهميين، ومائدتين للقرابين، وأواني فخارية، وتوابيت بحالة حفظ متردية، مع وجود بئر دفن يحتضن توابيت متهالكة وهياكل عظمية وأواني فخارية منقوشة بخط هيراطيقي، ترجع جميعها لعصر الدولة القديمة.

أما المقبرة الثانية، والتي تقع غرب الأولى، فتشترك معها في خلوها من النقوش، لكنها تميزت بمحتويات فخارية تعود لعصر الدولة الوسطى، ما يؤكد إعادة استخدامها لاحقًا، وتُظهر سمات تصميمها أنها شُيدت في نهايات الدولة القديمة، قبيل الدخول في فترة التحولات الكبرى المعروفة بعصر الانتقال الأول.

وتختلف المقبرة الثالثة عن سابقتيها من حيث التصميم، إذ تقع في الناحية الغربية من مقبرة “كا-كم” الشهيرة المنتمية لعصر الدولة الحديثة، وتتميز هذه المقبرة كذلك بخلوها من النقوش، لكن يُعتقد أنها تعود إلى الدولة القديمة، بعد العثور على كميات كبيرة من الأواني الفخارية بحالة حفظ جيدة، إلى جانب هياكل عظمية بينها رفات لأطفال، ما يعزز أهمية هذه المنطقة كمكان دفن جماعي متوارث.

ويعد هذا الكشف الجديد دليلاً واضحًا على الأهمية المتزايدة لموقع قبة الهوا كأحد أبرز المواقع الأثرية في جنوب مصر، التي تكشف يومًا بعد آخر عن أسرار الحضارة المصرية، وتساهم في إعادة رسم التسلسل الزمني لتطور فنون العمارة الجنائزية وطقوس الدفن، خاصة خلال الفترات الانتقالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى