الأثنين 1447/01/12هـ (07-07-2025م)
غير مصنف

مهرجان “بيت حائل” يرسخ التراث الحرفي والهوية المحلية

واصل مهرجان “بيت حائل” في نسخته الرابعة ترسيخ مكانته كواحد من أبرز الفعاليات الثقافية والتراثية في منطقة حائل، مستقطبًا آلاف الزوار الذين توافدوا إلى أروقة الفعاليات خلال موسم الصيف، باحثين عن تجربة تعكس أصالة الموروث المحلي وتجمع بين الماضي العريق والحاضر المتجدد.

ويأتي المهرجان هذا العام وسط اهتمام متزايد بالحرف اليدوية، لا سيما بعد إعلان عام 2025 عامًا للحِرَف اليدوية، ما عزز من أهمية إقامة هذه التظاهرة الثقافية التي أصبحت مرآة حقيقية للهوية السعودية في شمال البلاد.

استعرضت الفعاليات خلال الأيام الماضية لوحات نابضة بالحياة من تراث المجتمع الحائلي، بدءًا من عروض الفنون الشعبية التي صاحبتها الأهازيج القديمة، مرورًا بجناح الحرفيين الذي ضم عشرات الحِرَف التقليدية مثل حرفة السدو، والنسيج، وصناعة الفخار، والخوصيات، وانتهاءً بالأطعمة الشعبية التي نقلت الزوار إلى ذاكرة الطهي البدوي الأصيل.

ورغم التنوع الكبير في الفعاليات المقدمة، فإن الطابع الموحد بينها كان تقديم التراث لا بوصفه ماضيًا منقرضًا، بل كعنصر متجدد يتفاعل مع الحاضر ويغذي هوية المجتمع المحلي ويعزز الانتماء.

انطلقت هذه الفعالية بدعم مباشر من سمو أمير منطقة حائل ومتابعة حثيثة من سمو نائبه، ضمن جهود تنموية وثقافية تتناغم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع في مقدمة أولوياتها تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث اللامادي.

ويُنظر إلى “بيت حائل” اليوم على أنه منصة جامعة للحرفيين والفنانين وأصحاب المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة، ما يمنحه بعدًا اقتصاديًا واجتماعيًا يتجاوز الإطار الثقافي التقليدي.

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة سامية سليمان الجابري، أستاذة التاريخ الحديث بجامعة حائل، أن المهرجان أصبح أحد أبرز المساحات التي تحتضن الحِرَف اليدوية في المنطقة، بوصفها ركيزة أساسية للثقافة المحلية، ومصدر فخر واعتزاز تاريخي يعكس روح البادية وملامح البيئة الحائلية.

وأشارت إلى أن هذه الفنون المتوارثة، وما تحمله من تنوع وأصالة، تجد في المهرجان فرصة لإعادة إحيائها وتعليمها للأجيال الجديدة، من خلال ورش العمل التفاعلية والمبادرات التوثيقية، إضافة إلى عرضها على جمهور واسع داخل المملكة وخارجها.

وشهدت النسخ الثلاث الماضية من المهرجان حضورًا واسعًا من الزوار من مختلف مناطق المملكة، ما جعل من هذه الفعالية نقطة جذب سياحية وسوقًا حيًا للحرف التقليدية، كما وفرت منصة للمشاريع الصغيرة لتقديم منتجاتها في جو تفاعلي يجمع بين التسوق الثقافي والتجربة الترفيهية، الأمر الذي أسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.

المصدر: واكب

زر الذهاب إلى الأعلى