الأثنين 1447/01/12هـ (07-07-2025م)
التراث المادي (الآثار)قطاعات التراث

قرية السلع الأثرية تتحول إلى وجهة سياحية عالمية بارزة

شهدت قرية السلع الأثرية في محافظة الطفيلة الأردنية تحولات جذرية جعلتها محط أنظار السياح والمهتمين بالتراث الثقافي حول العالم، وذلك بعد اختيارها ضمن قائمة “أفضل القرى السياحية” لعام 2023، في تكريم دولي تمنحه منظمة السياحة العالمية للقرى التي تحتفظ بجمالها الطبيعي وقيمها الثقافية الأصيلة وتقاليد سكانها المحليين.

ويأتي هذا التقدير بعد جهود متواصلة من الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المحلي لتعزيز موقع القرية على خارطة السياحة العالمية، وتطوير بنيتها التحتية دون المساس بروحها التراثية.

تقع قرية السلع على حافة صخرية مقابلة لقلعة أثرية شامخة، وتطل على هضاب واسعة تشكّل جزءًا من المشهد الطبيعي لمحافظة الطفيلة.

وقد سعت وزارة السياحة والآثار إلى دعم المكان بإنشاء مركز لاستقبال الزوار، تديره جمعية السلع السياحية التعاونية، التي تتولى الترويج للموقع وإدارته بالتنسيق مع الجهات الرسمية.

وتعد هذه الخطوة بداية لتوجه أشمل أعلنت عنه الحكومة خلال جلسة لمجلس الوزراء عُقدت مؤخرًا في الطفيلة، حيث أكد رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان التزام الدولة بدعم المشاريع السياحية التي ترتكز على الموارد الطبيعية والثقافية في المحافظة، وفي مقدمتها قرية السلع.

وقد أوضح رئيس جمعية السلع، هاني العمريين، أن القرية شهدت في السنوات الأخيرة أعمال ترميم وتطوير شملت المدرسة القديمة التي تحولت إلى مركز زوار متكامل يقدم خدمات فندقية ومعرفية، إلى جانب تجهيز غرف استقبال للزوار المحليين والدوليين وفق أعلى المعايير.

كما أشار العمريين إلى المسلة البابلية التي تزيّن قلعة السلع، والتي تعود إلى الفترة الممتدة بين عامي 930 و555 قبل الميلاد، وتُعد من أندر المسلات في المنطقة، حيث لا يوجد مثلها في الأردن سوى في هذا الموقع، وتحتل المرتبة الرابعة عالميًا من حيث القيمة الأثرية.

وقد طالب العمريين بضرورة إحياء القرى التراثية وإعادة دمجها في الدورة الاقتصادية من خلال ربطها بمسارات سياحية تبدأ من خربة الذريح وتمتد إلى بصيرا وضانا، وهو ما بدأت الحكومة بتنفيذه ضمن خطط متكاملة تهدف إلى إبراز هذه القرى كمحطات سياحية متكاملة لا تقتصر فقط على زيارة معلم أثري، بل تشمل التعرف على نمط الحياة المحلي والعادات والتقاليد والحرف اليدوية.

ويؤكد مدير موقع السلع التراثية، بلال الصقور، أن هذه المسارات ستُسهم في زيادة عدد الزوار، وتوفير فرص عمل، وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي في السياحة، مما يجعلها أكثر استدامة وارتباطًا بالواقع اليومي لأبناء الطفيلة.

كما أشار الصقور إلى أن قرية السلع، التي اختيرت من بين 260 قرية مرشحة حول العالم، قد انضمت رسميًا إلى شبكة “أفضل القرى السياحية” التي تديرها منظمة السياحة العالمية، والتي باتت تضم 74 قرية حول العالم.

وهذا الانضمام يُعد تتويجًا لمسيرة طويلة من الحفاظ على الموروث الأثري والمعماري للقرية، التي تضم بين جنباتها قلعة حجرية شُيّدت منذ آلاف السنين، وتحتوي على نماذج نادرة من الفنون والنقوش ومجاري المياه وأبراج المراقبة.

وتقع قلعة السلع على ربوة مرتفعة تبعد نحو 13 كيلومترًا عن مدينة الطفيلة، وتطل مباشرة على عاصمة الأدوميين القديمة في بصيرا، كما تشرف على معالم أثرية أخرى مثل الجسس ورمسيس، وتُعد نقطة استراتيجية مهمة عبر التاريخ.

وتحتوي القلعة على نحو 300 بئر ماء، وعدد كبير من الكهوف التي سكنها الأدوميون في فترات السلم، حيث احترفوا الزراعة، وفي فترات الحروب، حيث انتقلوا لصناعة الأسلحة وتصديرها.

واليوم، تستقبل القرية والقلعة آلاف الزوار سنويًا، ممن يبحثون عن تجربة أصيلة تربط بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة وتنوع التراث الأردني.

المصدر: توريزم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى