الأربعاء 1447/02/12هـ (06-08-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

عبد الرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث اللامادي ثروة لا تقل أهمية عن الآثار

شدد عبد الرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي على أن التراث غير المادي يمثل ثروة قومية لا تقل أهمية عن الآثار المادية، مؤكداً أن هذا النوع من التراث يعكس عمق الهوية الثقافية للمجتمعات ويشكل أحد أهم مكونات الشخصية الوطنية، موضحاً أن غياب التوثيق الكافي لهذا التراث يهدد باندثار عناصره ويضعف صلته بالأجيال القادمة.

وأوضح البسيوني أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يضع ملف التراث غير المادي في مقدمة أولوياته، مشيراً إلى أن العمل يجري على رصد وتوثيق الفنون الشعبية والعادات والتقاليد واللهجات المحلية في عدد من الدول العربية، مؤكداً أن التنوع الكبير في هذا المجال يمثل مصدر ثراء ثقافي لا بد من استثماره في مختلف القطاعات.

ولفت البسيوني إلى أن العديد من المجتمعات العربية تمتلك موروثاً غنياً من الفنون الشفوية والممارسات الاجتماعية والطقوس الاحتفالية، داعياً إلى الاهتمام بهذه العناصر بوصفها ركائز حية يجب الحفاظ عليها، مشيراً إلى أن الاتحاد يعمل على توثيق هذه العناصر في قواعد بيانات رقمية تتيح الاستفادة منها لأغراض البحث والتعليم والإنتاج الإعلامي.

واعتبر أن تجاهل التراث غير المادي في الخطط الثقافية والتعليمية يؤدي إلى فجوة معرفية بين الأجيال، مؤكداً أن نقل هذا التراث إلى الشباب والأطفال يعزز من انتمائهم ويزيد وعيهم بتاريخ مجتمعاتهم، مشيراً إلى أن اللهجات المحلية تمثل واحدة من أبرز عناصر هذا التراث ويجب عدم النظر إليها باعتبارها عائقاً لغوياً بل جزءاً من التعبير الثقافي والهوية.

وأشار البسيوني إلى أن الاتحاد يطمح إلى تحويل هذا التراث إلى مورد سياحي وتعليمي، من خلال إدماج محتواه في المناهج الدراسية والمراكز الثقافية، وتنظيم مهرجانات متخصصة تعرض فيه الفنون التقليدية والحكايات الشعبية والمأكولات التراثية، موضحاً أن هذه الأنشطة تساهم في رفع مستوى الوعي العام وتخلق جسور تواصل بين المجتمعات المحلية والزوار.

وأكد أن حماية التراث غير المادي لا تتطلب فقط الجهد المؤسساتي، بل تحتاج أيضاً إلى مشاركة المجتمع المحلي، من خلال توثيق الروايات الشفوية والمشاركة في الفعاليات وإحياء العادات المرتبطة بالمناسبات التقليدية، لافتاً إلى أن استمرار هذا التراث يعتمد على بقاء ممارسيه وتوافر بيئة حاضنة له.

ودعا البسيوني إلى تشجيع البحث العلمي في مجالات التراث الشعبي وتقديم الدعم للمبادرات التي تستهدف حفظ الموروث الثقافي، مشدداً على أن الحفاظ على هذا التراث يعكس احترام الشعوب لتاريخها ويعزز صورتها الثقافية أمام العالم، مضيفاً أن الاتحاد يواصل جهوده لتوثيق كل ما يمثل مظهراً من مظاهر الذاكرة الشعبية في الوطن العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار