الثلاثاء 1447/02/18هـ (12-08-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

عبد الرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي: الإبداع العربي يستمد أصالته من التراث

أكد عبد الرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن الفنون والآداب في منطقتنا تجد جذورها العميقة في إرث حضاري عريق، مشيرًا إلى أن هذا التراث ليس مجرد ماضٍ يُروى، بل هو منبع متجدد للأصالة والإلهام، يمنح المبدعين مساحة واسعة لاستلهام الأفكار وتجديد أساليب التعبير، بما يعزز من مكانة الثقافة العربية في الساحة العالمية.

ويشير البسيوني إلى أن ارتباط الفنون والآداب بالتراث العربي يمثل ركيزة أساسية في استمرارية الهوية الثقافية، موضحًا أن الأجيال الجديدة تمتلك اليوم فرصة فريدة لاستكشاف هذا الإرث الغني وتطويعه بما يتناسب مع متطلبات العصر، لافتًا إلى أن قوة التراث تكمن في قدرته على التكيف مع التحولات الحديثة، مع الحفاظ على جوهر القيم والمفاهيم التي شكّلت وجدان الأمة عبر القرون.

كما أوضح أن استثمار التراث في دعم الإبداع يعزز من حضور الثقافة العربية في المحافل الدولية، مؤكدًا أن العالم اليوم يبحث عن الأصالة في ظل عولمة تسعى إلى توحيد الملامح الثقافية، وهو ما يجعل التراث العربي مصدرًا للقوة الناعمة، يسهم في إبراز خصوصية المنطقة ويجذب الاهتمام العالمي، سواء من خلال الفنون البصرية أو الأعمال الأدبية التي تحمل بصمة عربية واضحة.

وأكد البسيوني أن الحفاظ على التراث لا يقتصر على صونه من الاندثار، بل يشمل أيضًا تطوير طرق تقديمه وإعادة صياغته بما يتماشى مع الوسائط الحديثة، موضحًا أن التقنيات الرقمية باتت أداة فعّالة لتوثيق ونشر التراث، ما يتيح وصوله إلى جمهور أوسع حول العالم، ويخلق فرصًا جديدة للتفاعل معه وإعادة إحيائه بأساليب معاصرة.

وشدد على أن التراث العربي يمتلك مقومات تجعل منه مصدر إلهام دائم للمبدعين، حيث تمتزج فيه القصص التاريخية والأساطير الشعبية والحرف اليدوية والفنون التقليدية في لوحة متكاملة، قادرة على إمداد الأجيال القادمة بكنوز فنية ومعرفية، تفتح أمامهم آفاق الابتكار، وتغرس فيهم الإحساس بالفخر والانتماء.

وختم البسيوني تصريحاته بالتأكيد على أن استلهام الإبداع من التراث لا يعني الانغلاق على الماضي، بل هو دعوة لابتكار مستقبل يستند إلى جذور متينة، ويعكس هوية عربية أصيلة قادرة على المنافسة عالميًا، معتبرًا أن مسؤولية حماية التراث تقع على عاتق الجميع، أفرادًا ومؤسسات، من أجل ضمان استمراريته كنبع لا ينضب من الأصالة والتجديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار