السبت 1447/02/08هـ (02-08-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

عبدالرحمن البسيوني يحذر من خطر اندثار الحرف التراثية بسبب التكنولوجيا والعولمة

أكد عبدالرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي أن الحرف التقليدية تواجه أخطر مراحلها نتيجة تسارع تأثير العولمة والتكنولوجيا الحديثة على المجتمعات العربية، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة لا تهدد فقط الصناعات اليدوية، بل تهدد معها جزءًا كبيرًا من الهوية الثقافية والموروث الشعبي الذي يعكس روح المجتمعات وتنوعها.

وشدد على أن غياب النقل المنهجي للمهارات من الأجيال القديمة إلى الأجيال الجديدة أدى إلى تفاقم الأزمة، وسط غياب برامج تعليمية منظمة أو دعم اقتصادي كافٍ يضمن استمرارية هذه الحرف في وجه التحديات.

لفت البسيوني إلى أن هناك نماذج بارزة تعكس حجم الخطر، مؤكدًا أن صناعة النحاس في فاس التي كانت مركزًا للمهارة والدقة في المغرب تواجه الآن تراجعًا كبيرًا في عدد الحرفيين المتمرسين، كما أن الطلب المحلي والدولي بدأ يتجه نحو المنتجات الصناعية الأرخص ثمنًا، مما أدى إلى هجر كثير من الحرفيين للمهنة بسبب ضعف العائد المالي وعدم قدرتهم على منافسة المنتجات الآلية.

وأوضح أن المشهد لا يختلف كثيرًا في صعيد مصر، حيث يشهد النول اليدوي تراجعًا حادًا مع انقراض الحرفيين الذين يمتلكون المعرفة الكاملة بتقنيات النسج التقليدي، في حين لا تحظى هذه المهنة بالاهتمام الكافي من المؤسسات التعليمية أو الثقافية.

أشار كذلك إلى أن التطريز الفلسطيني يمثل نموذجًا آخر لهذا التحدي، إذ كان يُعد وسيلة فنية تُعبّر من خلالها النساء عن الانتماء والموروث والهوية، إلا أن العولمة فرضت نمطًا استهلاكيًا جديدًا غيّب أهمية هذه التفاصيل الدقيقة واستبدلها بمنتجات موحدة خالية من الطابع المحلي.

وبيّن أن هذا التطريز لا يمكن تعويضه إلا ببرامج تنقل المهارات من الأمهات إلى الفتيات، سواء عبر ورش عمل مجتمعية أو مناهج تعليمية تدخل ضمن الخطة الثقافية في المدارس.

أوضح البسيوني أن الجهود الفردية أو الموسمية لم تعد كافية، وأن هناك حاجة ماسة إلى تدخل حكومي وتشريعي يضع هذه الحرف ضمن منظومة الحماية الوطنية، سواء من خلال منح مالية تحفّز الشباب على تعلّمها أو إطلاق حملات توعوية تربط الناس بقيمتها الجمالية والتاريخية.

وطالب بتأسيس مراكز تدريب متخصصة داخل المدن القديمة والقرى التراثية تكون مهمتها الأساسية إعادة إحياء هذه الحرف ومتابعة تطويرها ضمن إطار يحترم أصالتها ويضمن استمراريتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار