عبدالرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي: نثمّن جهود التعاون العربي في حماية الإرث الثقافي المشترك

ثمّن عبدالرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي ما وصفه بتزايد مظاهر التعاون بين الدول العربية في مجال حماية وصون الإرث الثقافي المشترك، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعكس وعيًا متناميًا بأهمية الحفاظ على المكونات التراثية المادية وغير المادية باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية والعربية.
وأوضح أن تعدد المبادرات المشتركة، وارتفاع وتيرة التنسيق بين المؤسسات الثقافية والإعلامية، يفتح آفاقًا واسعة أمام بناء منظومة عربية موحدة تعزز مكانة التراث العربي على المستويين الإقليمي والدولي.
ودعا البسيوني إلى ضرورة تعميق هذا التعاون عبر خطط عمل واضحة وتبادل منتظم للخبرات بين الجهات المعنية بالتراث في الدول العربية، سواء من خلال مشاريع توثيق رقمية، أو برامج توعية مجتمعية، أو فعاليات مشتركة تبرز جوانب التميز الثقافي في كل بلد.
كما أشار إلى أن الإرث الثقافي العربي، بتنوعه وتعدده، يشكل ركيزة استراتيجية لتعزيز التفاهم بين الشعوب، ويجب التعامل معه على أنه مصدر قوة ناعم يعكس العمق الحضاري المشترك.
وأكد أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يحرص على دعم هذه الجهود من خلال تفعيل أدوات الإعلام المتخصصة في التراث، وتقديم محتوى موثوق يُسهم في إيصال الرسالة الثقافية إلى مختلف فئات الجمهور العربي، مع إعطاء أولوية للمشاريع التي توثق وتسلّط الضوء على عناصر التراث المُهددة بالاندثار أو التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي في العقود الماضية.
وشدد على أهمية تطوير المنصات الرقمية التي تُعرّف بالموروث الثقافي العربي في صيغ تفاعلية حديثة، وضرورة تفعيل الشراكات بين الهيئات الثقافية والجامعات ومراكز الأبحاث بهدف إنتاج معرفة متجددة حول التراث وإعادة تقديمه بصورة تلائم الأجيال الجديدة.
وأوضح أن الاتحاد يعمل على تنظيم ملتقيات إقليمية لتعزيز العمل العربي المشترك في هذا المجال، مشيرًا إلى أن هذه الفعاليات تتيح تبادل الخبرات بين المتخصصين، وتوفّر بيئة مناسبة لتطوير رؤية استراتيجية موحدة لحماية الإرث الثقافي، مع التأكيد على ضرورة تضمين البعد الإعلامي في كل مراحل العمل التراثي، باعتباره أداةً محورية في نقل المعرفة وبناء الوعي الجماهيري.
واختتم البسيوني تصريحه بالتأكيد على أن استمرار التعاون العربي في حماية التراث لن يكون فعّالًا ما لم يتحول إلى التزام طويل المدى مدعوم بإرادة سياسية وموارد كافية، لافتًا إلى أن الحفاظ على الذاكرة الجمعية مسؤولية مشتركة تستوجب تحركًا جماعيًا يراعي الخصوصية ويعزز الوحدة الثقافية.