السبت 1447/02/08هـ (02-08-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

عبدالرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي: الشراكات العربية أساس صون التراث

أكد عبدالرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي أن الشراكات العربية تمثل الركيزة الأساسية لصون التراث الثقافي المشترك، مشيراً إلى أن العمل العربي المشترك يشكّل الوسيلة الأنجع لحماية الموروث العابر للحدود، سواء من خلال تبادل الخبرات أو عبر تنسيق الجهود بين الجهات المعنية في الدول العربية، مضيفاً أن الاتحاد يدعم أي مبادرة تُسهم في تعزيز هذا التعاون وتوحيد الرؤية تجاه مستقبل التراث في المنطقة.

دعا البسيوني إلى ضرورة أن يتحول التنسيق بين الدول العربية في مجال التراث إلى خطط تنفيذية ملموسة، مؤكداً أن الكثير من عناصر التراث الثقافي في الوطن العربي تتميز بخصوصية مشتركة بين أكثر من دولة، سواء في الملبس أو الموسيقى أو الطقوس أو الحرف، ما يجعل التعاون ضرورة استراتيجية للحفاظ على هذه العناصر من الاندثار أو التشويه أو التهميش، موضحاً أن العمل المنفرد لم يعد كافياً لمواجهة التحديات التي تهدد التراث في ظل التغيرات المتسارعة.

أوضح أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يسعى إلى توفير منصة إقليمية للتشاور وتبادل المعلومات والتجارب، وتفعيل قنوات الاتصال بين المؤسسات والباحثين والإعلاميين العاملين في مجالات التراث، وذلك بهدف بناء قاعدة معرفية متكاملة تسهم في تقديم صورة دقيقة ومحدثة عن واقع التراث العربي، وتُسهم في إعداد ملفات تسجيل جماعية لدى الجهات الدولية مثل اليونسكو، وهو ما يتطلب استجابة مؤسساتية متناسقة وإرادة جماعية واضحة.

أكد البسيوني أن الاتحاد يعمل على إطلاق عدد من المبادرات التي تستهدف دعم الشراكات الثنائية والجماعية في مجال التوثيق الرقمي، والتعليم الثقافي، والإنتاج الإعلامي التراثي، ولفت إلى أن هناك تجارب ناجحة في هذا المجال يجب البناء عليها وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من الدول العربية، مشيراً إلى أن إحدى أولويات المرحلة المقبلة تتمثل في إنشاء مسارات تدريب مشتركة، وبرامج إعلامية موحدة، وفعاليات إقليمية تُعزز الشعور بالهوية الثقافية العربية الجامعة.

وشدد في ختام تصريحه على أهمية تفعيل دور الإعلام في إبراز قيمة التراث العربي المشترك، وتوجيه الرسائل الإعلامية بما ينسجم مع روح التكامل الثقافي بين الدول العربية، مؤكداً أن حماية التراث لا تعني فقط الحفاظ على الماضي، بل تعني أيضاً توظيفه في الحاضر كأداة للتنمية والوعي والانتماء، مع التأكيد على أن الحفاظ على الموروث مسؤولية جماعية لا تحتمل التأجيل أو التراخي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار