عبدالرحمن البسيوني الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي: الشباب ليسوا في قطيعة مع التراث.. ولكن

قال عبدالرحمن البسيوني ، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام التراثي، إن الشباب ليسوا في قطيعة مع التراث، لكن المشكلة تكمن في طريقة تقديمه لهم، مشيرًا إلى أن الفجوة لا تتعلق بالمضمون بل بالوسيط المستخدم، وأن المطلوب حاليًا هو إعادة إنتاج الموروث بلغة تتماشى مع زمنهم واهتماماتهم، وأوضح أن هذا لا يعني تغيير التراث أو تشويهه، بل نقله من خلال أدوات معاصرة تحترم أصله وتحافظ على جوهره.
وأضاف البسيوني أن غالبية الشباب اليوم منفتحون على التفاعل مع الموروث الثقافي العربي، لكنهم لا يجدون ما يشد انتباههم إليه، لأن الطرق التقليدية في تقديم هذا الموروث لم تعد تجذبهم، ولا تتماشى مع أدواتهم اليومية، ولفت إلى أن الميديا الحديثة مثل منصات التواصل، والألعاب الإلكترونية، والفن الحضري، أصبحت جزءًا من النسيج الثقافي الجديد، ويجب أن يستوعبها القائمون على الإعلام التراثي لتوصيل الرسالة بشكل مؤثر وفعّال.
وأكد أن تقديم التراث العربي من خلال الألعاب التفاعلية مثل المحاكاة الرقمية، ومنصات الفيديو القصير، والمسلسلات المصورة، يمكن أن يحوله من مادة جامدة إلى تجربة حية، وتابع قائلاً إن الشباب لا يريدون فقط المعرفة النظرية، بل يريدون خوض التجربة، مشيرًا إلى أن استخدام الفن الحضري كوسيلة للتعبير عن الهوية والرموز الثقافية، يعيد تعريف علاقة الجيل الجديد بتراثه.
وشدد البسيوني على أن الوقت لم يعد مناسبًا للخطاب الوعظي في مخاطبة الأجيال الجديدة، لأن الشباب لا يستجيبون للغة التلقين، بل ينحازون للغة المشاركة والانخراط في التجربة، وقال إن الوسائل الحديثة يجب أن تتماشى مع الحكاية الأصلية للتراث، وتمنح الشباب حرية الاكتشاف، لا أن تفرض عليهم مضمونًا جاهزًا ومغلقًا.
ودعا البسيوني إلى تأسيس منصات إعلامية عربية متخصصة في تقديم التراث من خلال أدوات رقمية، تعمل على ربط الموروث بالهوية، وتعزز الانتماء من خلال الوسيط الذي يجيده الشباب، وقال إن التحدي الحقيقي لا يكمن في ابتكار محتوى جديد، بل في تقديم الموروث القديم بطريقة تجعل الجيل الجديد يعتبره ملكه.