الأربعاء 1447/03/11هـ (03-09-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

دبي تكشف عن 3 مسارات تراثية جديدة في ديرة

أعلنت إمارة دبي عن افتتاح ثلاثة مسارات تراثية جديدة في منطقة ديرة، في مشروع طموح يهدف إلى الحفاظ على الإرث التجاري والتاريخي للمدينة، مع تقديم تجربة غنية للزوار تجمع بين الأصالة والحداثة.

تأتي هذه المبادرة التي بلغت كلفتها نحو 9.5 مليون درهم إماراتي لتؤكد حرص دبي على إبراز هويتها التاريخية، وربط ماضيها العريق بحاضرها المزدهر.

تقع ديرة على الضفة الشرقية لخور دبي، وقد كانت لعقود طويلة القلب التجاري النابض للإمارة، إذ اشتهرت بأسواقها التقليدية وممراتها الضيقة التي شكلت ملتقى للتجار والزوار من مختلف أنحاء العالم.

واليوم، تسعى دبي إلى إعادة إحياء هذا التراث الغني عبر تطوير المسارات الجديدة التي تمتد لمسافة تقارب 1.8 كيلومتر، وتربط بين سبعة أسواق تقليدية وأكثر من 500 متجر، موزعة على مساحة إجمالية تبلغ 25,800 متر مربع.

المشروع الجديد لا يقتصر على الربط الجغرافي للأسواق فقط، بل يقدم للزوار رحلة متكاملة عبر أبرز معالم ديرة التراثية، مثل سوق الذهب التاريخي، وسوق التوابل العريق، إلى جانب مدرسة الأحمدية التي تُعد من أقدم المؤسسات التعليمية في الإمارة.

وعلى طول هذه المسارات، يجد الزائر نفسه أمام تجربة حسية متكاملة، بدءاً من روائح الأعشاب والعطور، وصولاً إلى ألوان السجاد والمنسوجات، وحتى المنتجات التقليدية التي تعكس روح المكان.

ومن أجل الحفاظ على الطابع الأصيل للمنطقة، جرى استخدام مواد بناء تقليدية مثل “الساروج” وهو جص طبيعي قائم على الجير، إضافة إلى ترميم الهياكل الخشبية المظللة التي تمنح المكان لمسة معمارية مميزة.

كما شملت التحسينات إعادة تأهيل الواجهات التاريخية، وتطوير الأرصفة والممرات المظللة، فضلاً عن إدخال أنظمة إضاءة حديثة للمحال التجارية ومناطق الجلوس، مما يوفر بيئة أكثر راحة للمتسوقين والسياح.

المشروع لم يقتصر على البنية التحتية فقط، بل تضمن أيضاً إنشاء ثلاث ساحات عامة جديدة توفر مساحات مفتوحة للتفاعل المجتمعي والأنشطة الثقافية، إضافة إلى لافتات إرشادية واضحة تسهل حركة الزوار وتمنحهم تجربة سلسة ومترابطة، هذه العناصر مجتمعة جعلت من المسارات التراثية في ديرة وجهة نابضة بالحياة، تجمع بين الطابع التقليدي والمرافق الحديثة.

وفي هذا السياق، أكد بدر أنوهي، المدير التنفيذي لمؤسسة المرافق العامة في بلدية دبي، أن ديرة بما تحمله من أسواق تراثية وعمق تاريخي تمثل جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية لدبي، مشيراً إلى أن المشروع يكرس هذا الإرث في الحاضر ويؤسس لمستقبل يوازن بين الأصالة والابتكار، بما يعزز مكانة الإمارة كمركز ثقافي عالمي.

ويأتي إطلاق هذه المسارات في إطار خطة دبي الحضرية 2040، التي تركز على تطوير المدينة بما يواكب النمو السكاني والاقتصادي، مع الحفاظ على ملامحها التاريخية والمعمارية، ومن خلال هذا المشروع، تؤكد دبي قدرتها على تقديم تجارب سياحية متجددة تعكس تنوعها الثقافي، وتمنح زوارها فرصة لاكتشاف جانب مختلف من شخصيتها المتعددة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار