خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي يطالب بتوظيف التكنولوجيا الحديثة في حماية وتوثيق التراث العربي

شدد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، على أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة في حماية وتوثيق التراث العربي، مؤكدًا أن التحولات الرقمية السريعة تفرض واقعًا جديدًا يتطلب إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي والمسح ثلاثي الأبعاد ضمن خطط الحفاظ على المعالم والمواقع التراثية، وذلك من أجل إنقاذ ما تبقى من الموروث الثقافي العربي من عوامل التآكل والزوال، وتقديمه للأجيال بأساليب تفاعلية حديثة.
وأكد خليل أن الاتحاد يرى ضرورة تبني استراتيجية عربية شاملة، توظف القدرات الرقمية لحماية التراث المادي واللامادي على حد سواء، موضحًا أن استخدام تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد سيمكن الجهات المعنية من توثيق المعالم التاريخية بدقة عالية، سواء كانت مواقع أثرية أو مباني تاريخية أو قطعًا فنية نادرة، مما يخلق أرشيفًا رقمياً شاملاً يمكن الرجوع إليه في حالات الطوارئ أو الترميم أو حتى التعليم.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة فعالة في تحليل البيانات التراثية وتصنيفها وتقديمها للجمهور بطرق مبتكرة، من خلال الواقع المعزز والتجارب التفاعلية، وهو ما يسهم في جذب فئات جديدة من المجتمع نحو التراث، ويزيد من وعي الأفراد بقيمته، مؤكدًا أن التكنولوجيا لم تعد خيارًا تكميليًا بل أصبحت وسيلة ضرورية تواكب روح العصر وتحاكي أساليب التواصل والمعرفة لدى الأجيال الجديدة.
وأوضح أن حماية التراث لا يجب أن تظل محصورة في الجهود التقليدية كالحفظ الفيزيائي أو تسجيل المعالم، بل ينبغي الانتقال إلى مرحلة الإنتاج الرقمي الذي يتيح للزوار والباحثين والسياح التجول داخل المواقع التاريخية افتراضيًا، ويمنحهم فرصة فهم السياقات التاريخية والثقافية التي تمثلها هذه المعالم، مشيرًا إلى أن هذا التوجه سيعزز من مكانة التراث العربي في الفضاء العالمي الرقمي ويجعله مادة قابلة للتداول والمشاركة.
ودعا خليل إلى إنشاء وحدات متخصصة في كل بلد عربي تعمل على دمج التقنيات الحديثة في مشروعات التوثيق التراثي، بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحث والمؤسسات الثقافية، وذلك من أجل بناء بنية رقمية مستدامة تحفظ للتراث قيمته وتتيح له فرص البقاء والتطور، بدلًا من تركه فريسة للإهمال أو للظروف المناخية أو للصراعات.
واختتم مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي تصريحه بالتأكيد على استعداد الاتحاد للمشاركة في إعداد برامج تدريبية وتمويل مبادرات رقمية بالشراكة مع المؤسسات المعنية، لتقديم نماذج تطبيقية عربية يمكن الاستفادة منها وتعميمها في مختلف الدول، بما يعزز الحضور الثقافي للتراث العربي في بيئة رقمية تتسع لكل ما هو موثّق ومحمي ومتاح للعرض والتفاعل.