خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: الحفاظ على التراث مسؤولية جماعية تتجاوز الحكومات

شدد خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي على أن الحفاظ على التراث لا يجب أن يكون مسؤولية تقع على عاتق الحكومات فقط، بل هو واجب جماعي يتطلب مشاركة فعلية من كافة أطياف المجتمع، مشيراً إلى أن المنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني تمثل أطرافاً أساسية في جهود صون الهوية الثقافية، وأكد أن الشراكة المجتمعية الواسعة هي الضامن الوحيد لاستمرار العمل في هذا المجال بعيداً عن الاعتبارات الموسمية أو الطابع الرسمي البحت.
وأوضح أن التراث لا يمكن النظر إليه كموضوع ثانوي في السياسات العامة، بل يجب أن يحظى بمكانة مركزية في الخطط الوطنية نظراً لما يمثله من عمق حضاري وتاريخي وقيمة رمزية، وقال إن مسؤولية حماية التراث تشمل الفرد والأسرة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية والثقافية والدينية، كما تشمل القطاع الخاص الذي يمكن أن يضطلع بدور مؤثر في دعم المشروعات التي تخدم هذا المجال سواء في إطار المسؤولية المجتمعية أو ضمن مبادرات تنموية ثقافية.
وأشار إلى أن جهود الحفاظ على التراث يجب أن تنطلق من رؤية واضحة، تقوم على إشراك المواطنين في تعريفهم بتاريخهم المحلي وربطهم بمكونات ثقافتهم، داعياً إلى توسيع البرامج التي تستهدف توثيق التراث غير المادي والموروث الشعبي والذاكرة الشفوية قبل أن تندثر أو تتعرض للتشويه.
وأضاف أن الإعلام له دور مهم في ترسيخ هذا الوعي من خلال تقديم نماذج ناجحة لمبادرات أهلية تهدف لصون التراث، وتسليط الضوء على الشخصيات المجتمعية التي تعمل بصمت في هذا المجال.
وأكد أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يسعى إلى خلق شبكة تعاون واسعة بين مختلف الجهات في الدول العربية لتوحيد الجهود وبناء قاعدة بيانات متكاملة حول عناصر التراث المهددة، كما يعمل على تدريب الإعلاميين وتزويدهم بالأدوات التي تساعدهم على تقديم المحتوى التراثي بأسلوب مهني وجاذب، بما يعزز حضور التراث في المشهد الإعلامي العربي ويرفع مستوى الوعي المجتمعي بضرورة الحفاظ عليه.
ودعا في ختام تصريحه إلى تعزيز التشريعات التي تضمن حماية فعالة للمواقع والممارسات التراثية، وتدعيم العمل المشترك بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الثقافي والإعلامي، بما يسهم في بناء وعي جماعي يعتبر التراث عنصراً حياً في الحاضر، وليس مجرد بقايا من الماضي.