السبت 1447/02/15هـ (09-08-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: تحويل التراث إلى تجربة حية يجعل منه نمطًا للحياة

أوضح خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن الحفاظ على التراث لا يتحقق فقط من خلال التوثيق والعرض، بل من خلال إعادة تقديمه كتجربة حية يشعر بها الإنسان ويعيش تفاصيلها، مؤكدًا أن التراث عندما يتحول إلى ممارسة يومية وأسلوب حياة، فإنه يخرج من نطاق الذكرى إلى فضاء المشاركة، ويصبح مصدر إلهام لا ينضب في بناء الحاضر والمستقبل.

وأشار خليل إلى أن المجتمعات التي نجحت في دمج تراثها في تفاصيل الحياة اليومية، من مأكل وملبس وعمارة وطقوس، هي التي استطاعت أن تصنع لنفسها هوية متجددة، متصلة بجذورها، ومنفتحة على العالم، معتبرًا أن هذا التوازن هو ما يجب أن تسعى له المجتمعات العربية من خلال برامج الثقافة، والسياحة، والتعليم، والإعلام، من أجل تقديم التراث بروح عصرية تناسب تطلعات الأجيال الجديدة.

ونوّه إلى أن هناك فجوة بدأت تتقلص بفضل المبادرات التي تسعى لتحويل التراث من عنصر عرض إلى تجربة تفاعلية، خاصة في المهرجانات الشعبية، والأسواق التاريخية، والعروض الفلكلورية التي تقام في البيئات الحقيقية، وليس في أماكن مغلقة، معتبرًا أن هذه التجارب تغذي شعور الانتماء، وتجعل من الموروث ذاكرة حيّة تنبض بالحياة.

وأكد خليل أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يعمل على تعزيز هذا التوجّه من خلال دعم البرامج التي تعيد للتراث حضوره الحي، سواء عبر التغطية الإعلامية المتخصصة، أو دعم الصناعات الثقافية، أو المساهمة في إنتاج محتوى يعكس تعددية الموروث العربي، مشيرًا إلى أن التراث ليس حكرًا على المتاحف أو الكتب، بل هو طاقة متجددة في الأزياء والموسيقى والطعام والعادات اليومية.

وشدد على أن إشراك الشباب في هذه التجارب هو الضمانة الحقيقية لاستدامة التراث، وذلك من خلال منصات تفاعلية، وورش حية، ومبادرات مجتمعية تتيح لهم الإبداع ضمن إطار تقاليدهم الأصيلة، مؤكدًا أن التراث كلما اقترب من الإنسان في حياته اليومية، كلما صار أكثر رسوخًا في وجدانه، وأصبح مصدر فخر وابتكار وليس فقط مادة للعرض أو الدراسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار