الجمعة 1447/02/14هـ (08-08-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث العربي ذاكرة حية تختزن تنوعًا ثقافيًا فريدًا

شدد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، على أن التراث العربي ليس مجرد صور من الماضي أو مظاهر فولكلورية يتم الاحتفاء بها موسميًا، بل هو خزان حضاري حي ينبض بتنوع مذهل يجمع بين أطياف الثقافة العربية من المشرق إلى المغرب، مشيرًا إلى أن هذا التنوع يمثل ثروة معنوية وشعورية تستحق أن يُعاد تقديمها للأجيال الجديدة بروح تحاكي العصر وتحترم الجذور.

وأكد خليل أن التراث الموسيقي العربي وحده يجسّد لوحة فسيفسائية غنية، تبدأ من موسيقى الأندلس التي أنجبت الموشحات، وتمر بملحون المغرب، وتصل إلى الزجل الشامي والأهازيج الخليجية، ما يدل على اتساع الجغرافيا الثقافية التي جمعت بين تأثيرات محلية وأخرى وافدة، وتمكنت من إعادة تشكيلها بأسلوب عربي خاص، مضيفًا أن هذه الألوان تعكس عبقرية المجتمعات في التعبير عن أحاسيسها وتاريخها من خلال الكلمة واللحن والنغمة.

وأوضح أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يعمل حاليًا على عدد من المبادرات الإعلامية التي تسعى لتوثيق هذا التنوع الفني وإبرازه، من خلال إطلاق سلسلة محتوى مرئي ومسموع تستعرض كنوز الموسيقى العربية التقليدية، وتُعيد إحيائها عبر شراكات فنية مع فنانين معاصرين يعيدون تقديمها برؤية حديثة دون المساس بأصالتها، وذلك ضمن خطط تفعيل حضور التراث في وسائل الإعلام الحديثة ومنصات البث الرقمي.

وبيّن خليل أن الهدف الأساسي من هذه الجهود لا يقتصر على التوثيق، بل يتعداه إلى تعزيز الفخر بالهوية العربية، وتقديم التراث كمصدر إلهام للإبداع، ومجال حيوي لبناء الجسور بين الأجيال، مؤكدًا أن إعادة اكتشاف التراث بلغة إعلامية جذابة هو أحد مفاتيح تقوية الروابط الثقافية في عالم سريع التغير.

وأشار إلى أن الاتحاد يسعى لتوسيع رقعة الحضور التراثي في المشهد الإعلامي العربي من خلال إشراك الشباب في عمليات البحث والإنتاج والتوثيق، وتشجيع المبادرات الفردية والمؤسساتية التي تبتكر في تقديم التراث بشكل بصري، سمعي، وتفاعلي، ما يجعله جزءًا من الحياة اليومية، لا مادة جامدة محفوظة في الأرشيف.

واختتم خليل تصريحه بالتأكيد على أن الحفاظ على التراث لا يعني تجميده، بل إحياؤه عبر الفن والإعلام والتكنولوجيا، معتبرًا أن التراث هو الذاكرة الحية للأمة، ومصدر ثقة للأجيال، وجسر للتواصل الحضاري مع العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار