الثلاثاء 1447/02/11هـ (05-08-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث العربي عنصر محوري في بناء الهوية الوطنية

أكّد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أهمية التراث العربي في تكوين الوعي الثقافي وتعزيز الانتماء الوطني، مشيرًا إلى أن عناصر الموروث الشعبي بمختلف أشكاله تمثل ركيزة أساسية في تشكيل الشخصية العربية، وتمكينها من الحفاظ على هويتها أمام التحديات الفكرية والثقافية المتغيرة، موضحًا أن تجاهل التراث أو تهميشه يؤدي إلى فراغ حضاري يضعف انتماء الأجيال.

وشدّد على أن الحفاظ على التراث العربي لا يعني فقط صون المأثورات المادية كالمباني أو الأزياء أو المقتنيات، بل يشمل أيضًا حماية الذاكرة الجماعية، وضمان استمرارية القيم الثقافية واللغوية والسلوكية التي صاغت ملامح الشخصية الوطنية عبر قرون طويلة، داعيًا إلى دمج الموروث في المناهج التعليمية والمشاريع الإعلامية والتنموية.

وأوضح أن الإعلام التراثي يؤدي دورًا محوريًا في إيصال هذا الموروث إلى الأجيال الجديدة، وأن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يسعى إلى ربط المؤسسات الأكاديمية والإعلامية والثقافية للعمل على أرشفة التراث العربي ونشره بأساليب عصرية، تتناسب مع تغير الوسائط والمحتوى وتخاطب العقل الشاب بلغة واضحة وشاملة.

وأشار إلى أن تنوع البيئات العربية واختلاف العادات والتقاليد بين المجتمعات لم يكن سببًا في تباعد الهويات، بل هو مصدر قوة في صياغة نسيج ثقافي مشترك، يتقاطع في قيم الكرم والعدالة والشجاعة والتضامن، وهي قيم يحتاجها الشباب العربي اليوم لبناء شخصيات مستقلة ومرتبطة بجذورها دون انغلاق أو انبهار بالثقافات الوافدة.

ودعا إلى اعتبار التراث مشروعًا استراتيجيًا ضمن خطط التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال إنشاء منصات رقمية توثق المرويات الشفوية، وتدعم الحرف التقليدية، وتحيي الاحتفالات الشعبية كأداة للتماسك المجتمعي، مؤكدًا أن الاستثمار في التراث يخلق فرصًا في السياحة والتعليم والصناعات الإبداعية.

وبيّن أن الاتحاد يعمل على تعزيز حضور التراث العربي في الفعاليات المحلية والدولية، من خلال معارض ومؤتمرات وشراكات متعددة الأطراف، تهدف إلى تأكيد أن الهوية الثقافية ليست عقبة أمام التطور، بل أساس للنهضة، بشرط أن تُفهم وتُستخدم بطريقة واعية وعملية تتجاوز الحنين العاطفي إلى الفعل المؤثر.

واختتم بالتأكيد على أن تعزيز الانتماء الوطني يبدأ بإدراك قيمة الماضي، والتفاعل معه بعقلية منفتحة، تعتمد على المعرفة والتحليل لا التلقين، وتضع الإنسان العربي في قلب مشروع الحفاظ على هويته الثقافية، كشرط لازم لأي مشروع تنموي جاد ومستدام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار