خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: الاتحاد يضع توثيق التراث الشفهي ضمن أولوياته

شدد خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي على أهمية الإسراع في توثيق عناصر التراث الشفهي والحرفي في الدول العربية ، باعتباره يمثل المصدر الأهم لفهم طبيعة المجتمعات وهويتها التاريخية ، ولأنه يعكس القيم والتقاليد المتجذرة في الذاكرة الشعبية التي تتعرض لتحديات النسيان والتحوّلات المتسارعة.
وأوضح خليل أن الاتحاد يضع هذا التوثيق في مقدمة أولوياته خلال المرحلة المقبلة ، حيث يعمل على رصد الروايات الشفوية والحكايات الشعبية والطقوس الاجتماعية والحرف التقليدية ، من خلال مشاريع ميدانية تعتمد على العمل المباشر مع المجتمعات المحلية والمهتمين بالتراث في البيئات الريفية والحضرية.
وأكد أن التراث الشفهي والحرفي لا يمكن الحفاظ عليه بالأساليب المكتبية فقط ، بل يتطلب حضورًا ميدانيًا وتوثيقًا بالصوت والصورة والكتابة ، وذلك لأن هذه العناصر تتناقل شفهيًا منذ قرون ، ولم يتم تسجيلها أو أرشفتها في كثير من الحالات ، مما يزيد من احتمالية فقدانها إذا لم تُعتمد آليات فاعلة لإنقاذها.
ولفت خليل إلى أن الحرفيين والروّاة الشعبيين باتوا في تراجع عددي بسبب تغيّر أنماط الحياة الحديثة ، مما يحتم التحرك العاجل لإجراء مقابلات ميدانية وتسجيل دقيق لما تبقى من هذه الخبرات ، لأن كل راوٍ أو حرفي يمثل خزانًا من المعارف اللامادية التي لا تعوّض حال غيابها.
وأشار إلى أن الاتحاد يسعى إلى تحويل هذا التوثيق إلى محتوى معرفي وتربوي وإعلامي قابل للاستخدام في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام والمنصات الرقمية ، بهدف رفع الوعي المجتمعي بقيمة هذا التراث وتحفيز الأجيال الجديدة على فهمه وتقديره والاستلهام منه في مجالات الثقافة والإبداع.
وبيّن مؤسس الاتحاد أن الحفاظ على التراث الشفهي ليس هدفًا عاطفيًا بل ضرورة ثقافية لبناء هوية جامعة تتجاوز الحدود السياسية والجغرافية ، لأن كثيرًا من عناصر الموروث الشفهي تعكس تقاطعات ثقافية مشتركة بين الشعوب العربية ، وتساعد على تأكيد وحدة الجذور رغم تنوع اللهجات والتقاليد.
وأكد خليل أن الاتحاد لا يعمل بمعزل عن الجهات الرسمية أو الأكاديمية بل ينسّق مع وزارات الثقافة والجامعات والمراكز البحثية في أكثر من دولة عربية ، ضمن رؤية شاملة تسعى لجعل التوثيق جزءًا من منظومة التنمية الثقافية المستدامة ، وليس مجرد جهد توثيقي موسمي أو فردي.