السبت 1447/02/08هـ (02-08-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث الفلسطيني أداة صامدة في وجه الطمس

أكد خالد خليل، مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن التراث في فلسطين يتجاوز كونه إرثًا تاريخيًا أو ثقافيًا، لأنه تحوّل بمرور الزمن إلى أداة مباشرة من أدوات المقاومة.

وقال إن كل مفردة من مفردات التراث الفلسطيني، من التطريز الشعبي إلى الأكلات التراثية والدبكات والرقصات الشعبية، باتت تحمل بُعدًا رمزيًا واضحًا في التعبير عن الهوية، وتثبيت الحضور الفلسطيني في وجه محاولات مستمرة لطمس هذا الوجود.

وأشار خليل إلى أن الاحتلال لم يكتف بالاستيلاء على الأرض، بل يعمل أيضًا على سرقة عناصر من التراث الفلسطيني ومحاولة نسبها إليه، مشددًا على أن الدفاع عن التراث لم يعد شأناً ثقافيًا فقط، بل أصبح جزءًا من المعركة الوطنية الكبرى، لأن محو الهوية الثقافية هو مقدمة لمحاولة إلغاء وجود الشعب الفلسطيني نفسه.

وأضاف أن التطريز الفلسطيني مثلاً لم يعد مجرد نمط فني، بل أصبح شيفرة اجتماعية وثقافية تستخدمها النساء الفلسطينيات لإيصال رسائل الانتماء والرفض والمقاومة، وهو ما يجب أن يتم توثيقه وتعزيزه ونقله للأجيال الجديدة بنفس القوة.

وأوضح أن الأكلات الفلسطينية التقليدية، مثل المسخن والمقلوبة والمفتول، لم تعد أطعمة فقط، بل تحولت إلى رموز يومية للتشبث بالذاكرة، وقال إن الاحتلال حاول لسنوات تقديم هذه الأطعمة في المحافل الدولية على أنها جزء من مطبخه الوطني، وهو ما يوجب الرد بتوثيق هذه الأكلات كتراث فلسطيني محمي، وترويجها في الإعلام والمهرجانات والمنصات الرقمية باعتبارها جزءًا أصيلاً من الموروث الفلسطيني.

ودعا خليل إلى إطلاق مبادرات عربية داعمة للتراث الفلسطيني، تشمل مهرجانات وأفلام قصيرة وورش تعليمية تستهدف الأجيال الجديدة، مؤكدًا أن الجيل الجديد يجب أن يفهم التراث ليس فقط كجزء من الماضي، بل كأداة معاصرة تؤكد الهوية، وأضاف أن كل رقصة تؤدى في الأعراس، وكل زي تقليدي يُرتدى، وكل أغنية تراثية تُغنى، هي بمثابة رفض عملي لمحاولات المسح والتزييف.

واختتم خليل تصريحه بالتأكيد على أن حماية التراث الفلسطيني لا تكون فقط من خلال الكتب والمتاحف، بل بالمشاركة اليومية في حفظه، وبثه، والتفاعل معه، واعتباره امتدادًا حيًا للهوية والنضال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار