خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث الثقافي يفتح آفاقاً جديدة للتنمية المستدامة

أكد خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام التراثي أن التراث يمثل عنصراً أساسياً في بناء الهوية وجذب الاستثمارات السياحية، مشيراً إلى أن استثمار الموروث العمراني والثقافي بشكل مدروس يفتح الباب أمام فرص حقيقية للتنمية المستدامة، ويدعم مجالات متعددة مثل السياحة الثقافية والصناعات الحرفية التي تُعد رافداً اقتصادياً قابلاً للنمو في عدد من المدن والقرى العربية، وشدد على أن التراث ليس مجرد ماضٍ يُحتفى به، بل هو مورد حيوي يمكن تحويله إلى قيمة اقتصادية واجتماعية متجددة.
دعا خليل إلى إعادة النظر في التعامل مع المكونات التراثية على أنها مشاريع إنتاجية قابلة للاستثمار، موضحاً أن المواقع الأثرية والأسواق الشعبية والمباني القديمة تشكّل مساحات مفتوحة للابتكار والتطوير، إذا ما تم توظيفها ضمن برامج تنشيط السياحة الثقافية التي تدمج الزائر بالمكان وتُشعره بتجربة مختلفة، لا تقتصر على الترفيه بل تمتد إلى التعلم والتفاعل مع الحِرفيين وأصحاب المهن القديمة.
وأشار إلى أن كثيراً من الدول التي تبنّت هذا التوجه نجحت في رفع مساهمة قطاع التراث في ناتجها المحلي، وخلقت فرص عمل في مجالات لم تكن تُعد ذات جدوى في السابق.
أوضح أن المدن والقرى العربية تزخر بمواقع تراثية يمكن استثمارها ضمن إطار متكامل يجمع بين المحافظة والتنشيط الاقتصادي، مطالباً بتشجيع المشاريع المحلية الصغيرة والمتوسطة التي تشتغل في إنتاج المنتجات اليدوية التقليدية، وتوفير منافذ بيع ودعم تسويقي لها ضمن المعارض والمتاحف والأسواق والمواقع السياحية، بما يُسهم في رفع جودة الإنتاج، وتحفيز الأجيال الجديدة على تعلم الحرف، وربطهم بالموروث المحلي من موقع عملي وليس فقط معرفي.
وأشار إلى أهمية توظيف الإعلام الثقافي والتراثي في التعريف بمثل هذه الفرص، من خلال إنتاج محتوى يُظهر قدرة التراث على خلق دورة اقتصادية مستقرة في مجتمعات صغيرة ومتوسطة، دون أن يتعارض ذلك مع طبيعته الرمزية أو التاريخية، كما دعا إلى تكامل الأدوار بين الوزارات والجهات المعنية، وربط خطط التنمية المحلية بالموارد الثقافية الموجودة في كل منطقة، لتكون المشاريع السياحية والثقافية نابعة من البيئة، وليست مستوردة من نماذج جاهزة لا تعكس الخصوصية.