الأحد 1447/02/09هـ (03-08-2025م)
التراث المادي (الآثار)قطاعات التراث

الصومال تترقب انضمام حديقة بوشبوشلي الوطنية لقائمة التراث العالمي

تقدمت الصومال رسميًا في مارس 2024 بملف إدراج حديقة بوشبوشلي الوطنية ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو.

تقع الحديقة في ولاية جوبالاند، وتحديدًا في منطقة بادهاده بجوبا السفلى، وتمتد على مساحة 3340 كيلومترًا مربعًا. بدأت سلطات الحماية البيئية في المنطقة بمحاولات جادة لإعادة تنظيم الموقع بعد سنوات من غياب الإدارة الرسمية نتيجة انهيار الدولة.

تضم حديقة بوشبوشلي نظامًا بيئيًا معقدًا يشمل أنواعًا متنوعة من الغابات النهرية والدائمة الخضرة والموسمية، بالإضافة إلى الغابات الجافة والمناطق الساحلية، وهي امتداد للغابات الساحلية الممتدة من جنوب الصومال حتى جنوب موزمبيق.

تسجل المنطقة أربعة مواسم مناخية واضحة تتوزع بين الجفاف والمطر، ويبلغ معدل الأمطار السنوي فيها بين 400 إلى 600 ملم، مع تباين واضح بين الأجزاء الجافة في الشمال والرطبة في الجنوب.

تؤوي هذه الغابات نسبًا مرتفعة من الأنواع المتوطنة من النباتات والحيوانات، وتعتبر نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي على المستوى العالمي.

تشير دراسات علمية موثقة إلى وجود أكثر من 1350 نوعًا من النباتات الوعائية المتوطنة في الفسيفساء البيئية التي تنتمي إليها الحديقة، يتركز 69٪ منها في الجزء الشمالي وحده.

تحتوي الحديقة على 916 نوعًا نباتيًا، تتبع لـ 446 جنسًا و110 عائلات، وتحتل الفصيلة البقولية والنجيلية والفربيونية المراتب الأولى من حيث عدد الأنواع، كما تحتوي على 524 نوعًا من الفقاريات، بينها 25 نوعًا مهددًا بالانقراض، مثل الفهد والنمر وفيل السافانا والكلب البري الإفريقي وظبي الهيرولا، تدعم أيضًا الحديقة وجود 90 نوعًا من الزواحف، بينها أنواع متوطنة، و72 نوعًا من الأسماك، إضافةً إلى 293 نوعًا من الطيور بينها 93 نوعًا مهاجرًا.

تشكل الغابات النهرية والحراجية والغابات الساحلية بنية الغطاء النباتي داخل الحديقة، وتتنوع الكثافة من مناطق كثيفة الأشجار إلى مناطق أقل كثافة، ويغلب على التركيب النباتي أنواع مثل الأكاسيا، تيرميناليا، الباوباب، وديزبيروس، كما تنتشر أنواع المانغروف على السواحل وتضم ستة أنواع مهمة بيئيًا مثل Avicennia marina وRhizophora mucronata.

ساهم الحكم الإيطالي في الخمسينيات بإنشاء محمية بوباشي بموجب مرسوم رسمي، ما أسس لأول محمية صيد في المنطقة، ثم تبنت الحكومة الصومالية بعد الاستقلال قانونًا جديدًا في عام 1969 غيّر تصنيف المنطقة إلى محمية وطنية، ولكن توقفت جهود الإدارة بعد انهيار الحكومة، ما أدى إلى تراجع واضح في البنية التحتية وغياب الحماية الفعلية.

تواجه الحديقة تهديدات متعددة أبرزها تآكل التربة، وقطع الأشجار لأغراض الحطب والفحم، والتوسع العمراني، والضغوط الناتجة عن عمليات التنقيب عن النفط والتلوث البحري، إضافة إلى ذلك، يشكل تغيّر المناخ عامل ضغط على غابات المانغروف، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ومستوى سطح البحر.

تعمل حكومة ولاية جوبالاند حاليًا على إحياء الحديقة، ووضعت خطة تحت إشراف وزارة البيئة وتغير المناخ لإعادة تفعيل إدارتها، كما أعدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية خارطة طريق لإعادة تأهيلها في إطار مشروع إقليمي لحماية التنوع البيولوجي.

تتشابه حديقة بوشبوشلي في خصائصها مع محميات كينية مثل أرابوكو سوكوكي وشيمبا هيلز، إلا أن موقعها الساحلي الفريد وتنوعها البيولوجي الكبير يمنحانها مكانة مرموقة في المنطقة، إذا نجحت جهود الحماية والتنمية، فقد تشكل الحديقة ركيزة أساسية للسياحة البيئية في جنوب الصومال ودعامة علمية ومجتمعية للتنوع الحيوي في شرق إفريقيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار