السعودية تسجل 2748 موقعاً تراثياً عمرانياً جديداً لحماية الهوية الوطنية

أعلنت هيئة التراث في المملكة العربية السعودية تسجيل 2748 موقعاً تراثياً عمرانياً جديداً في السجل الوطني للتراث العمراني، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 36.919 موقعاً، بما يعكس ثراء وتنوع المكونات المعمارية التاريخية في مختلف المناطق، ويؤكد على الاهتمام المتزايد بصون الهوية العمرانية التي تعكس تاريخ المملكة عبر أجيال متعاقبة.
شملت قائمة التسجيل الجديدة مناطق عدة، حيث جرى تسجيل 635 موقعاً في مكة المكرمة، و1729 موقعاً في منطقة عسير، و340 موقعاً في منطقة الباحة، إضافة إلى 35 موقعاً في منطقة الحدود الشمالية، و8 مواقع في المنطقة الشرقية، وموقع واحد في منطقة حائل، وهو ما يعكس امتداد الاهتمام الرسمي بجميع مناطق المملكة، وربطها بخطة شاملة لحماية الموروث العمراني وتوثيقه.
جاء تسجيل هذه المواقع استناداً إلى الأنظمة الخاصة بالآثار والتراث العمراني، وبموجب الصلاحيات الممنوحة للرئيس التنفيذي لهيئة التراث، بما يعزز من جهود الهيئة في حماية هذه المواقع من التعديات أو الإهمال، وضمان استمرارها كجزء أصيل من النسيج الثقافي الوطني، كما تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الحماية القانونية للمواقع، وإتاحة الفرصة أمام خطط التأهيل والاستثمار التي تبرز قيمتها التاريخية والمعمارية.
هيئة التراث أوضحت أن هذه الخطوة تتماشى مع استراتيجيتها الرامية إلى توسيع نطاق تسجيل المواقع العمرانية على مستوى المملكة، والعمل على إبرازها ضمن مشاريع تأهيلية تتيح دمجها في برامج ثقافية وسياحية وتنموية، مؤكدة أن هذه الجهود تسهم في تنمية الوعي بالتراث الوطني وتعزيز الهوية الثقافية، وجعل هذه المواقع حاضرة في وجدان المجتمع.
كما دعت الهيئة أفراد المجتمع إلى المشاركة الفاعلة في دعم عملية رصد وتسجيل المواقع التراثية عبر خدمة “بلاغ أثري”، أو من خلال التواصل مع قنوات الهيئة الرسمية أو عبر مركز العمليات الأمنية الموحدة 911، مشيرة إلى أن المشاركة المجتمعية عنصر أساسي في حماية التراث العمراني وتفعيله، وأن التعاون بين المجتمع والهيئة يشكل ضمانة لصون هذه المواقع للأجيال المقبلة.
وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لما أعلنته الهيئة في يونيو الماضي حين سجلت 5969 موقعاً تراثياً عمرانياً جديداً، ليرتفع إجمالي المواقع حينها إلى 34.171 موقعاً، وهو ما أبرز بوضوح حجم العمل الجاري في مختلف المناطق، حيث شملت التسجيلات السابقة مناطق الرياض ومكة المكرمة والقصيم والشرقية وعسير وحائل وجازان والباحة والجوف، وهو ما يعكس اتساع رقعة الجهود الوطنية لحماية التراث العمراني.
وتؤكد هذه الإنجازات أن المملكة تمضي قدماً في توثيق وحماية مواقعها التراثية بما يتوافق مع رؤيتها المستقبلية، حيث يشكل التراث العمراني جزءاً أساسياً من مشروعها الثقافي والحضاري، وركيزة لتعزيز الانتماء والهوية الوطنية، ومصدراً للتنمية المستدامة عبر استثماره في السياحة والثقافة.
المصدر: سيدتي