السبت 1447/01/17هـ (12-07-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: تراثنا يحكي قصة أمةٍ صامدة وجذوراً لا تنقطع

أكد الدكتور يوسف الكاظم، رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي، أن كل حجر في معلمٍ عربيّ عريق لا يقف فقط كشاهد صامت على الحضارة، بل ينطق بتاريخ طويل يحكي قصة أمةٍ صامدة، وجذوراً لا تنقطع، وذاكرة لا تزول مهما حاولت العوامل الطبيعية أو السياسية أن تطمسها أو تشوه ملامحها.

وقال في تصريح خاص إن المعالم التاريخية في العالم العربي ليست مجرد أطلال تروي حكايات الماضي، بل تمثل رموزاً حية لصمود الإنسان العربي، ولإرادته في الحفاظ على هويته وتراثه رغم التحديات التي يواجهها من إهمال، أو صراعات، أو زحف عمراني غير مدروس.

وشدّد الدكتور الكاظم على أن الإعلام التراثي اليوم يقع على عاتقه دور محوري في إعادة الاعتبار للمواقع الأثرية، وتحويلها من مجرد مشاهد سياحية إلى سرديات تفاعلية تعيد تشكيل الوعي الجمعي، وتعزز انتماء الأجيال الجديدة لماضيها الحضاري.

وأوضح أن ما نملكه من كنوز مادية وغير مادية يحتاج إلى منصات إعلامية جديدة تدمج بين التوثيق والترويج، وتعيد تعريف المجتمع العربي بمعالمه ليس من منظور الحنين، بل كجزء أصيل من مشروع ثقافي متكامل.

ودعا رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي إلى تحرك عربي مشترك لحماية المواقع التراثية من التهديدات المستمرة، وعلى رأسها التغيرات المناخية، وعمليات التهريب والنهب التي طالت كثيراً من المقتنيات الأثرية في دول تعاني من أزمات.

وأضاف أن العديد من المعالم العربية المسجلة في قائمة اليونسكو كمواقع للتراث العالمي، تواجه اليوم مخاطر جسيمة نتيجة غياب التخطيط، أو ضعف التمويل، أو سوء الإدارة، وهو ما يستوجب إستراتيجية إعلامية موحدة تعمل بالتوازي مع الجهود الحكومية لحماية هذه الذاكرة الحية.

واعتبر الدكتور الكاظم أن رسائل التراث العربي يمكن أن تتحول إلى أدوات دبلوماسية ناعمة تعيد تقديم صورة المنطقة للعالم، موضحاً أن الأمة التي تعرف كيف تروي قصتها من خلال معالمها، قادرة على استعادة مكانتها، وتعزيز تواصلها الثقافي والحضاري مع الأمم الأخرى.

وأشار إلى أن كل زاوية في معلم عربي، من دمشق إلى فاس، ومن بغداد إلى صنعاء، تحمل حكاية يجب أن تُروى للعالم، لا أن تُنسى خلف جدران الإهمال أو تُترك ضحية لصراعات لم تصنعها الشعوب.

وفي ختام تصريحه، أكد الدكتور يوسف الكاظم أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي سيواصل جهوده في دعم المبادرات المحلية والإقليمية التي تهدف إلى إبراز التراث العربي في بعده الإنساني والثقافي، مشيرًا إلى أن حماية التراث مسؤولية جماعية لا تقتصر على الحكومات، بل تبدأ من وعي المواطن، وتمر عبر المدرسة، وتترسخ في الإعلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار