الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث مكون فعّال في تشكيل الوعي العام وبناء الهوية الجماعية للمجتمعات

دعا الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي إلى جعل التراث محوراً رئيسياً في الخطاب الإعلامي والثقافي العربي، مشدداً على أهمية إدماجه ضمن المحتوى الموجه للجمهور بشكل منتظم، ومؤكداً أن التراث ليس مجرد ماضٍ يُروى، بل هو مكون فعّال في تشكيل الوعي العام وبناء الهوية الجماعية للمجتمعات.
وطالب الكاظم المؤسسات الإعلامية في الوطن العربي بتخصيص مساحات ثابتة ضمن برامجها ونشراتها ومواقعها الإلكترونية للتعريف بالتراث العربي، موضحاً أن آلاف القصص التراثية ما زالت مجهولة للجمهور، وأن أبطالها الحقيقيين لم يحظوا بالاهتمام الكافي، داعياً إلى تسليط الضوء على هذه الشخصيات والأحداث المرتبطة بالذاكرة الشعبية.
وأوضح أن التراث لا يقتصر على المعالم أو الرموز التقليدية، بل يشمل أيضاً أنماط التفكير وأساليب المعيشة والمعتقدات الاجتماعية التي شكّلت وجدان الناس عبر العصور، مشيراً إلى أن الإعلام يمتلك قدرة كبيرة على إعادة تقديم هذا التراث بلغة معاصرة تُقربه من المتلقي وتجعله جزءاً من النقاش العام حول الهوية والمستقبل.
وأشار إلى أن الخطاب الإعلامي الحالي يعاني في كثير من الأحيان من غياب العمق التاريخي والثقافي، وهو ما يُضعف ارتباط الجمهور بجذوره، مضيفاً أن تعزيز حضور التراث في الإعلام يساعد على سد هذه الفجوة المعرفية، كما يُسهم في بناء وعي مجتمعي أكثر توازناً واستقراراً.
كما لفت إلى أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يعمل على إنتاج محتوى إعلامي متخصص يهدف إلى توثيق عناصر التراث العربي المرئي والمسموع والمكتوب، مشدداً على أن هذا المحتوى يجب أن يُوظف في وسائل الإعلام المختلفة، خاصة تلك الموجهة إلى الشباب، بوصفهم الفئة الأكثر تأثراً بالتغيرات الثقافية العالمية.
وأكد أن التراث يمثل خط الدفاع الأول أمام محاولات طمس الهوية، وأن توظيفه في الخطاب الإعلامي يسهم في تعزيز الشعور بالانتماء، كما أنه يقدم للعالم صورة أكثر توازناً عن المجتمعات العربية، داعياً إلى شراكات بين الإعلاميين والمثقفين والخبراء التراثيين لتقديم مادة إعلامية دقيقة وملهمة.
وختم الكاظم تصريحه بدعوة المؤسسات الأكاديمية ومراكز التدريب الإعلامي إلى إدراج مساقات متخصصة في الإعلام التراثي، بهدف إعداد جيل جديد من الإعلاميين القادرين على التعامل مع قضايا التراث بمهنية ووعي، مؤكداً أن الحفاظ على التراث يبدأ من طريقة الحديث عنه وتقديمه للجمهور.