الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي يؤكد أهمية ربط التراث بهوية الجيل الجديد

شدّد الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي على ضرورة إعادة تقديم التراث العربي للأجيال الجديدة بشكل حيّ يتجاوز الإطار النظري الجامد، موضحًا أن الشباب في العالم العربي بحاجة إلى أن يروا في تراثهم مصدر فخر ومكونًا أساسيًا من هويتهم، لا مجرد مادة دراسية تقليدية تُحفظ في المناهج دون تفاعل أو ارتباط بالواقع المعاصر.

وأشار إلى أن المجتمعات التي تفقد صلتها بتراثها تفقد تدريجياً عناصر التماسك والهوية، مؤكدًا أن ربط الأجيال الجديدة بجذورها لا يعني العودة إلى الماضي بجموده، بل يعني تقديم هذا الماضي بروح معاصرة تتيح لهم أن يستلهموا منه قيماً حضارية ومواقف إنسانية وأمثلة للإنجاز، تمكنهم من بناء مستقبل يقوم على الثقة بالنفس والانتماء الثقافي والمعرفي.

ودعا إلى استخدام أدوات الإعلام الرقمي في نقل روايات التراث بطريقة جذابة تستفيد من التقنيات الحديثة، مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات التفاعلية قادرة على إيصال رسائل التراث إلى جيل اليوم إذا ما تم توظيفها بعقلية تتفهم طبيعة التغيير في أنماط التلقي والتعلم، وتبتعد عن الخطاب التقليدي الذي لم يعد مجدياً في التأثير أو التفاعل.

وأوضح أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يعمل منذ تأسيسه على دعم المبادرات التي تدمج التراث بالمجال الإبداعي، سواء عبر السينما أو التطبيقات الرقمية أو الأنشطة المدرسية، ويحرص على تعزيز الشراكات مع الجهات التربوية والثقافية والإعلامية من أجل تقديم محتوى تراثي قادر على المنافسة والتأثير في وعي الناشئة وسلوكهم.

وأكد الدكتور يوسف الكاظم أن بناء علاقة صحية بين الشباب وتراثهم يحتاج إلى جهد جماعي يشارك فيه المعلمون والمبدعون وصناع السياسات الثقافية، وأن المطلوب ليس فقط تعليم التراث، بل إشعار الشباب بأنه جزء من مشروعهم الشخصي والوطني، وأن الحفاظ عليه لا يعني الجمود بل هو شرط للتجدد الحضاري والاستمرارية التاريخية.

واختتم الدكتور الكاظم تصريحه بالتأكيد على أن الأمة التي يعرف جيلها الجديد قيمة ما ورثته من حضارة وقدرة من سبقوها على البناء والصمود، ستكون أمة قادرة على مواصلة الطريق بوعي واعتزاز، بعيدًا عن التقليد والانبهار، وقادرة على صناعة مستقبلها انطلاقًا من فهمها الواعي لماضيها العميق.