الخميس 1447/01/15هـ (10-07-2025م)
الأخبارالمركز الإعلامي

الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: التراث ليس ماضياً نحتفي به.. بل هوية نعيشها

أكد الدكتور يوسف الكاظم رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي أن التعامل مع التراث لا يجب أن يقتصر على الاحتفاء الرمزي بالماضي، بل يتطلب فهماً عميقاً لدوره المحوري في تشكيل الهوية الوطنية، موضحاً أن التراث ليس مجرد مجموعة من المعالم أو المظاهر التقليدية، بل هو منظومة قيم وثقافة متجذرة تعكس شخصية الشعوب وتعزز ارتباطها بتاريخها.

وشدد على أن حماية التراث تمثل خطوة ضرورية لحماية الذاكرة الجمعية للأمة، ومكوناً لا يتجزأ من الحفاظ على تماسك المجتمعات وخصوصيتها الثقافية.

ورأى الكاظم أن التراث يجب أن يكون عنصراً حيوياً في كل سياسات التنمية المستدامة، إذ لا يمكن الحديث عن نهضة شاملة دون الاستفادة من الجذور الثقافية التي تشكل أساس البنية المجتمعية، مشيراً إلى أن إدماج مفاهيم التراث في العملية التنموية يضمن خلق مشاريع تنموية ذات طابع محلي وهوية واضحة تساهم في رفع وعي الأفراد وتثبيت الانتماء، كما دعا إلى استثمار التراث كمصدر للتعليم، من خلال دمج مفاهيمه في المناهج الدراسية، وربط الناشئة بقيم الماضي من أجل ترسيخ مبادئ الاعتزاز بالوطن، وتعزيز الوعي بالمسؤولية تجاه حمايته.

وشدد على أهمية تطوير وسائل الإعلام التراثي وربطها بتقنيات العصر الحديث، بحيث تصل الرسالة الثقافية إلى الأجيال الجديدة بأساليب جذابة، مشيراً إلى ضرورة تحفيز الإعلاميين على تخصيص مساحة كافية للموضوعات التراثية وتسليط الضوء على الممارسات الجيدة في صون الموروث الشعبي.

وأضاف أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يعمل على تنفيذ برامج ومبادرات لتعزيز حضور التراث في الفضاء الإعلامي العربي، بالتعاون مع جهات رسمية ومجتمعية لتعزيز التكامل بين الحفاظ على الهوية الثقافية وضرورات التطور.

وأشار إلى أن بعض الدول العربية بدأت تدرك أهمية التكامل بين التراث والتنمية، ونجحت في تحويل المواقع التراثية إلى مصادر دخل وسياحة ثقافية، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويحافظ على الموروث في الوقت نفسه، لكنه أوضح أن المطلوب هو أن يتحول هذا الإدراك إلى سياسة وطنية شاملة ترتكز على رؤية واضحة تؤمن بأن حماية التراث ليست ترفاً ثقافياً، بل واجب وطني له تبعات تنموية وتربوية مباشرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار