الأحد 1447/01/18هـ (13-07-2025م)
التراث المادي (الآثار)قطاعات التراث

الإمارات تسجّل موقع “الفاية” على قائمة اليونسكو للتراث

سجّلت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازاً ثقافياً جديداً، يعكس رؤيتها العميقة في صون التراث الإنساني وتعزيز مكانتها الحضارية، بعد اعتماد لجنة التراث العالمي في دورتها السابعة والأربعين، المنعقدة في العاصمة الفرنسية باريس، قراراً بالإجماع يقضي بإدراج موقع “الفاية” الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للتراث العالمي، ليُضاف بذلك إلى قائمة المواقع العالمية ذات القيمة الثقافية الاستثنائية.

ويُعد هذا الإنجاز تتويجاً لجهود طويلة بذلتها الإمارات في مجال الحفاظ على مواقعها التراثية، إذ تتمتع “الفاية” بأهمية تاريخية فريدة، كونها تحتفظ بسجل أثري متواصل لوجود الإنسان في البيئة الصحراوية يمتد لأكثر من 200 ألف عام، مما يجعلها من أقدم المناطق التي تؤرخ لتفاعل الإنسان مع محيطه القاسي وقدرته على التأقلم عبر آلاف السنين، كما توثّق “الفاية” انتقال الإنسان العاقل المبكر من إفريقيا إلى مناطق شبه الجزيرة العربية، ما يمنحها مكانة خاصة في الأبحاث الأنثروبولوجية العالمية.

وتُعد قائمة التراث العالمي اليوم مرجعاً دولياً لأبرز المواقع ذات الأهمية الثقافية أو الطبيعية، حيث تضم حالياً 1226 موقعاً موزعة على 168 دولة، تشمل 955 موقعاً ثقافياً، و231 موقعاً طبيعياً، و40 موقعاً مختلطاً يجمع بين الثقافي والطبيعي. ويبلغ عدد المواقع المُدرجة من الدول العربية 96 موقعاً في 18 دولة، ما يعكس الحضور العربي المتنامي في هذا التصنيف العالمي.

في سياق متصل، عبّر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت عن تهانيه لدولة الإمارات قيادةً وحكومةً وشعباً، بمناسبة هذا الإنجاز، مهنئاً بشكل خاص إمارة الشارقة على نجاحها في تسجيل “الفاية” كموقع تراث عالمي.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، تهنئته باسم المجلس، مشيداً بالخطوة الإماراتية التي تجسد التزاماً ثابتاً بقيم الثقافة وصون الإرث الحضاري للمنطقة.

كما شدّد المجلس في بيانه على أن إدراج “الفاية” في قائمة اليونسكو لا يمثّل فقط اعترافاً عالمياً بقيمة هذا الموقع، بل يعدّ دليلاً مباشراً على الجهود الدؤوبة التي تبذلها دولة الإمارات على مختلف المستويات المحلية والدولية في سبيل حماية التراث الإنساني، ونشر الوعي بأهميته بين الأجيال، وهو ما ينسجم مع رؤية الدولة في جعل الثقافة ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة.

هذا الإنجاز يضيف بُعداً جديداً لدور الإمارات المتنامي في المحافل الثقافية الدولية، ويؤكّد أنها ماضية في ترسيخ صورتها كحاضنة للتراث الإنساني والتنوع الثقافي، في وقت باتت فيه الجهود العالمية لحماية التراث تواجه تحديات متزايدة بفعل التغيّرات المناخية والحروب والإهمال.

ويعدّ “الفاية” الآن شاهداً حيّاً على قدرة المنطقة على المساهمة بفاعلية في التاريخ الحضاري للبشرية جمعاء.

المصدر: الراي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار