الثلاثاء 1447/01/13هـ (08-07-2025م)
غير مصنف

الأدب المصري القديم.. ظهور الكتابات السردية عند الفراعنة في عصور مبكرة

سجّل الأدب المصري القديم بداياته الأولى في مرحلة مبكرة من التاريخ، حيث ظهرت أشكال متنوعة من التعبير المكتوب تمثّلت في النقوش الجنائزية، والتراتيل، والأساطير، والقصص الرمزية، والكتابات الفلسفية، وسير الأفراد، والرسائل الشخصية، وقد تميزت هذه النصوص برموزها الأدبية العالية التي جعلتها موضع تصنيف أدبي في الدراسات الحديثة رغم عدم تصنيفها آنذاك كأدب بالمعنى الشائع، وبرز هذا التوجه بشكل واضح خلال فترة المملكة الوسطى بين عامي 2040 و1782 قبل الميلاد.

اعتمد المصريون القدماء على الكتابة في توثيق حياتهم اليومية ومعتقداتهم الدينية، حيث كشفت موسوعة “وورلد هيستوري” عن أن أقدم أمثلة الكتابة في مصر ظهرت خلال فترة ما قبل الأسرات بين 6000 و3150 قبل الميلاد، وقد تمثلت هذه الأمثلة في قوائم التقديم والسير الذاتية التي كانت تنقش على جدران القبور بجانب قوائم القرابين، وكان الهدف من هذه النقوش توجيه الأحياء لتقديم الهدايا للموتى بشكل منتظم، اعتقادًا بأن الحياة تستمر بعد الموت وأن الأرواح تحتاج للطعام والشراب حتى في غياب الجسد المادي.

قاد هذا الاعتقاد إلى تطور الشكل الأدبي للنصوص، حيث استُبدلت قوائم القرابين لاحقًا بأدعية مخصصة تُعرف بصلوات القرابين، والتي تمثل نقلة أدبية في التفكير الديني والاجتماعي، كما أدى استخدام السير الذاتية المحفورة على جدران القبور إلى تطور أشكال أدبية جديدة، كان أبرزها نصوص الأهرام، وهي نصوص دينية وتعليمية تُنسب إلى فترة المملكة القديمة الممتدة بين عامي 2613 و2181 قبل الميلاد، وتتناول هذه النصوص رحلات الملوك في العالم الآخر، وتؤكد على نجاحهم في عبور العقبات الروحية واستحقاقهم الخلود.

شهد هذا الأدب تطورًا مستمرًا لم يقتصر على الجانب الديني أو الجنائزي فقط، بل امتد إلى توثيق القيم والأخلاقيات والسياسة والحكمة اليومية، مثل كتابات بتاح حتب وأدب الحكمة الذي وُظّف في تعليم الأجيال ومساعدتهم على اكتساب الفهم السليم للحياة، وبذلك شكّلت هذه النصوص نواة السرد العربي والمصري قبل آلاف السنين، وهو ما يمنح الأدب المصري القديم مكانة فريدة في التاريخ الإنساني للكتابة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى