مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض ترسخ دورها العالمي في صون التراث

وثّقت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض التراث العربي والإسلامي بجهد متواصل عزّز من حضور المعرفة والهوية الثقافية في أوساط المجتمع، وعملت على تحويل هذا التراث إلى سرديات حية ترتكز على الوعي التاريخي والمعرفي، حيث نجحت في الوصول إلى أكثر من 700 إصدار تنوّعت بين الكتب العربية والمترجمة وكتب الأطفال واللغات الأجنبية، ضمن برنامجها للنشر العلمي الذي انطلق مع تأسيسها بهدف إعادة بناء العلاقة المجتمعية مع الكتاب، ونقل ثقافة القراءة إلى مختلف المناطق داخل المملكة باستخدام الحافلات المتنقلة ومصادر التعلم المفتوحة.
واقتنت المكتبة أكثر من 8000 مخطوطة نادرة و8571 كتاباً عن التراث العربي والإسلامي، إلى جانب 35 ألف كتاب نادر و700 خريطة تاريخية قديمة عن الجزيرة العربية بعضها يعود إلى عام 1482، واحتفظت بآلاف العملات النادرة من الذهب والفضة والبرونز تعود إلى فترات مختلفة من التاريخ الإسلامي.
كما جمعت وثائق ومراجع دينية وفكرية وفنية تعكس التنوع الثقافي والحضاري في المنطقة، وأصدرت أكثر من 20 كتاباً مصوراً عن آثار وتقاليد المملكة، تتناول الجوانب الشعبية والفلكلورية والعمرانية بتوثيق دقيق يجمع بين السرد والصورة.
واهتمت المكتبة بتوثيق القضية الفلسطينية، فجمعت أكثر من 9000 مادة معرفية عن القدس والمسجد الأقصى، وأصدرت كتاباً مصوراً بعنوان “الأقصى” ضم 360 صورة توثق جميع تفاصيل المسجد الأقصى، كما عقدت ندوة عن القدس في 1998، واقتنت كتاب “مدينة القدس” الصادر في لندن عام 1909، والذي يعتبر مرجعاً أثرياً وتاريخياً عن المدينة منذ أربعة آلاف سنة.
وشهدت جهود الترجمة زخماً كبيراً بإطلاق جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة عام 2006، والتي عُقدت دوراتها في مدن عربية وعالمية بمشاركة أكثر من 1700 عمل مترجم إلى 45 لغة.
وفي مجال الفهرسة العربية، أطلقت المكتبة “الفهرس العربي الموحد” عام 2007 الذي أصبح أكبر قاعدة ببليوغرافية للإنتاج العربي، وضم عضوية 134 مؤسسة عربية من مكتبات وطنية وأكاديمية، واستفاد منه أكثر من 65 ألف باحث، وقدم أكثر من 400 دورة تدريبية و180 ندوة معرفية، ونجح في تدشين 11 بوابة وطنية لمكتبات عربية من السعودية إلى تونس، مع خطة لاستكمال بقية الدول خلال الأعوام القادمة، كما قدم 7 مبادرات استراتيجية منها الوصول الحر، والانفتاح اللغوي، والفهارس الوطنية، والمكتبة الرقمية، مما عزز من تكامل الجهود الثقافية العربية في مجال التوثيق الرقمي والمعرفي.
واستقبلت المكتبة خلال السنوات الماضية وفوداً ثقافية وسياحية من دول مثل الصين، فرنسا، إيطاليا، وعدد من رؤساء المتاحف العالمية، مما يعكس تحولها إلى وجهة عالمية للسياحة الثقافية، واستمرت في تقديم فعالياتها الفكرية والبحثية لتلبية احتياجات الباحثين وطلاب المعرفة، مع الاستثمار في التقنيات الحديثة وبرامج الرقمنة والميديا، لضمان بقاء التراث الثقافي العربي والإسلامي حياً ومتفاعلاً مع التحولات العالمية.
المصدر: 24