معرض تراثي نادر يوثق تاريخ الإمارات بطوابع بريدية قديمة

نظمت مكتبة محمد بن راشد فعالية ثقافية خاصة بالتعاون مع جمعية الإمارات لهواة الطوابع تحت عنوان “كنوز إماراتية مختومة بالتاريخ من أرشيف الذاكرة إلى مقتنيات الأجيال”.
وهدفت المبادرة إلى تسليط الضوء على أهمية الطوابع والعملات القديمة كأدوات توثيقية تسجل ملامح تطور دولة الإمارات وتعزز الوعي التراثي بين الأجيال الشابة والمهتمين بالهوية الوطنية.
وشهد المعرض حضور محمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد، وعبدالله خوري رئيس جمعية الإمارات لهواة الطوابع، وعدد من أعضاء الجمعية والمهتمين بمجال الطوابع والمقتنيات.
وضم المعرض مجموعة نادرة من الطوابع البريدية والأظرف القديمة، منها مقتنيات تعود إلى عام 1908 توثق بدايات التراسل البريدي بين موانئ الخليج ومدن الهند ومسقط، ما يعكس عمق الروابط التجارية والثقافية في المنطقة، ويقدم للزوار لمحة فريدة عن تطور وسائل الاتصال خلال العقود الأولى من القرن العشرين.
وجاءت المعروضات موزعة بطريقة تسلسلية تبرز مراحل التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الإمارات قبل الاتحاد وبعده، بما يجعل من هذه القطع الصغيرة سجلاً بصرياً يروي فصولاً من تاريخ الوطن.
وأكد محمد أحمد المر أن تنظيم المعرض يأتي ضمن توجهات مكتبة محمد بن راشد للحفاظ على الموروث الثقافي الإماراتي وتعزيز حضوره في وعي المجتمع، مشيراً إلى أن الطوابع ليست مجرد أدوات بريدية بل تمثل توثيقاً حقيقياً للمناسبات الوطنية والفعاليات الكبرى والتحولات الاجتماعية التي مرت بها البلاد.
وقال المر إن دور المكتبة لا يقتصر على توفير مصادر المعرفة، بل يشمل أيضاً دعم المشاريع الثقافية التي تعزز الهوية وتعكس تاريخ الإمارات.
وتضمن البرنامج الثقافي المصاحب ورشة تفاعلية بعنوان “كيف تصبح جامع طوابع محترف” قدمها أحمد عبداللطيف الخالدي، إضافة إلى جلسة حوارية أدارتها وفاء المحيسن وشارك فيها كل من عبدالله خوري وعلي وانغ ديغون، وركزت النقاشات على أهمية هواية جمع الطوابع في حماية الذاكرة الوطنية وبناء وعي ثقافي مرتبط بالتاريخ المحلي.
كما استعرض المشاركون تجاربهم الشخصية في هذا المجال، وناقشوا طرق تطوير المهارات الخاصة بجمع الطوابع وتصنيفها وتوثيقها وفق معايير دولية معتمدة.
ويأتي هذا المعرض ضمن سلسلة فعاليات تنظمها مكتبة محمد بن راشد تحت مظلة برنامج “الهوية الوطنية” الذي يسعى إلى ترسيخ الانتماء من خلال تعزيز ارتباط المجتمع بالرموز الثقافية والتاريخية، وتسليط الضوء على عناصر التراث المادي والمعنوي للدولة.
المصدر: وام