الأثنين 1447/01/12هـ (07-07-2025م)
التراث المادي (الآثار)قطاعات التراث

مصر.. ترميم عدد من المنشآت الأثرية بمدينة الفرما في شمال سيناء

انتهت وزارة السياحة والآثار المصرية من تنفيذ أعمال الترميم والصيانة لعدد من المنشآت الأثرية في مدينة الفرما بمحافظة شمال سيناء، وذلك ضمن المرحلة الأحدث من مشروع تنمية سيناء، الذي تنفذه الدولة بهدف دعم التنمية المتكاملة وتوظيف الموارد الثقافية والتراثية في خدمة خطط التطوير.

ويأتي هذا الإنجاز في إطار رؤية شاملة تهدف إلى صون التراث الحضاري المصري، وربط المواقع الأثرية بمسارات التنمية المحلية والاقتصادية.

أكد وزير السياحة والآثار شريف فتحي أن استكمال هذه الأعمال يأتي في سياق خطة الدولة الطموحة لتطوير البنية السياحية والثقافية بسيناء، حيث تمثل مدينة الفرما واحدة من أهم المواقع التاريخية التي تزخر بآثار تعود لعصور متعددة، وقد شكّلت نقطة استراتيجية في التاريخ المصري القديم والوسيط.

وأوضح أن الحفاظ على هذه المواقع لا يخدم فقط البعد الثقافي، بل يدعم أيضًا المقومات السياحية لساحل سيناء، ويعزز من قدرة الدولة على جذب مزيد من الزوار والباحثين.

صرح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن مدينة الفرما تحتفظ بقيمة أثرية خاصة، حيث شهدت فترات تاريخية متعاقبة، وتمثل نموذجًا معماريًا فريدًا لامتزاج الطرز البيزنطية والرومانية والمسيحية المبكرة، مضيفًا أن الترميم تم بأسلوب علمي دقيق يراعي الأصالة والحفاظ على الطابع المعماري العام، وشدد على أهمية دمج المدينة ضمن خريطة التنمية المستدامة في سيناء لتصبح مركزًا ثقافيًا وسياحيًا متكاملًا.

من جهته، قال محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية إن المشروع شمل ترميم أبرز المعالم المعمارية في المدينة، مثل أسوار وأبراج قلعة الفرما، وبواباتها الممتدة على مساحة نحو 80 ألف متر مربع، إلى جانب بقايا مبانٍ تعود للعصر الروماني، ومنها مبنى الشيوخ، والحمام الجنوبي الروماني، فضلًا عن الكنيسة الغربية ذات التصميم الروتندي، والكنيسة الجنوبية التي تُعد من أبرز الكنائس التاريخية في الموقع، إلى جانب ترميم الأعتاب المنقوشة بمعبد زيوس كاسيوس ضمن خطة لصون التفاصيل المعمارية الدقيقة للموقع.

أوضح الدكتور عبد الله سكر، مدير الترميم في شمال سيناء، أن جميع أعمال الترميم تم تنفيذها باستخدام تقنيات علمية حديثة، بعد إجراء تحاليل دقيقة لمكونات المواد الأصلية، لضمان توافق المواد المستخدمة مع النسيج التاريخي، والحد من أي تدخل قد يؤثر على سلامة العناصر الأثرية أو يشوه ملامحها المعمارية، وأضاف أن فرق العمل التزمت بمعايير دقيقة لضمان ثبات المواد الجديدة واستمرارية الأثر في بيئته الطبيعية.

ويُعد مشروع ترميم مدينة الفرما خطوة مهمة في مسار الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية لشمال سيناء، كما يعكس التوجه الرسمي لدمج البعد الأثري ضمن خطط التنمية الوطنية، بما يسهم في إعادة توظيف المواقع التاريخية كمصادر تعليمية وسياحية واقتصادية.

المصدر: مجلس الوزراء المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى