الإمارات.. الشارقة تجمع خبراء العالم لحماية التراث الشعبي

يطلق معهد الشارقة للتراث في دولة الإمارات العربية المتحدة، غدا الأربعاء، فعاليات الدورة الثانية من مؤتمر التراث تحت شعار “التراث الشعبي بعيون الآخر”، في خطوة جديدة تعكس التزام إمارة الشارقة بصون التراث وتعزيز مكانته على الساحة الدولية.
يأتي المؤتمر هذا العام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويستمر على مدار يومين في مركز التراث العربي بالمدينة الجامعية، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين من عدد من الدول العربية والأجنبية، ما يرسخ مكانة الإمارة كمركز عالمي للثقافة والتراث.
يفتتح المؤتمر صباح الأربعاء بحفل رسمي ثم يتم بعد ذلك افتتاح المعرض المصاحب «تراثنا بعيونهم»، الذي يتضمن أعمالاً فنية وبحثية ووثائقاً أنجزها باحثون أجانب، توثق تجاربهم في دراسة عناصر من التراث الشعبي العربي والإماراتي.
ويهدف المعرض إلى تقديم صورة التراث كما يراها الآخر، وتشجيع التفاعل المعرفي والثقافي بين الشعوب من خلال بوابة الموروث الشعبي.
يمتد البرنامج العلمي للمؤتمر على مدار يومين من الساعة التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءً، ويشمل ست جلسات علمية تغطي موضوعات متنوعة، منها تصورات الآخر للتراث، والدراسات الأجنبية حول الثقافة الشعبية، بالإضافة إلى مساهمات المؤسسات الدولية في حفظ التراث، واستعراض مشاريع بحثية ميدانية من مناطق متعددة حول العالم.
ومن أبرز أهداف المؤتمر تعزيز الحوار الحضاري، وتبادل الخبرات العلمية، وتطوير أدوات جديدة لحماية التراث وتقديمه للأجيال بطريقة تحترم أصالته وتواكب التحولات الرقمية والثقافية.
وفي إطار تكريم رموز المعرفة، أعلن معهد الشارقة للتراث اختيار الدكتور سيف محمد بن عبود البدواوي شخصية هذا العام، تقديراً لإسهاماته الكبيرة في مجالات التأريخ والتراث الثقافي، وحرصه على توثيق الذاكرة الوطنية وتعزيز الهوية الإماراتية من خلال دراسات علمية مرجعية.
وفي كلمته الافتتاحية، أوضح الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس المعهد، أن المؤتمر يُعد محطة معرفية مهمة تهدف إلى تعزيز فهم الآخر للتراث المحلي، وفتح نافذة للحوار مع باحثين دوليين حول كيف يُقرأ التراث العربي خارج حدوده، كما أشار إلى أهمية المزج بين الأصالة والانفتاح، لضمان استمرار التراث في الحياة المعاصرة.
بدوره، أكد أبو بكر الكندي، مدير المعهد، أن تنظيم هذا الحدث يأتي ضمن رؤية المعهد لتعزيز الحضور العالمي للتراث الإماراتي، وأن المؤتمر يوفر فرصة حقيقية لتبادل المعرفة والانفتاح على تجارب متنوعة تثري الفهم الثقافي.
وأضاف أن فعاليات المؤتمر تتيح تفاعلاً مباشراً بين المهتمين بالثقافة من مختلف الخلفيات، ما يعزز من فرص التعاون العلمي المستقبلي.
ودعا المعهد كافة المهتمين بالتراث والثقافة، من باحثين وإعلاميين وطلاب جامعات، إلى حضور فعاليات المؤتمر، والمشاركة في جلساته العلمية والنقاشية، للاستفادة من التجارب البحثية العالمية، والاطلاع على زوايا نظر جديدة للتراث الشعبي العربي والإماراتي.
المصدر: الخليج